بقلم : فاروق جويدة
فى يوم من الأيام انطلقت فى أرض فلسطين انتفاضة اهتزت بها أركان العالم، وقالوا يومها إنها ثورة الأطفال.. وفى الأيام الأخيرة شاهدت حشودًا من أطفال غزة يشاركون فى المعارك، ويطاردون جنود الاحتلال فى الشوارع والبيوت، فهل تشتعل ثورة الأطفال مرة أخرى؟.. وهل يشاهد العالم انتفاضة جديدة بالحجارة؟ وهل نحن أمام أجيال جديدة من المقاومة؟.. إن إسرائيل تمادت فى وحشيتها، واستخدمت كل أساليب القتل ضد أهل غزة، ولم يبقَ غير أن تنتفض حجارة الأطلال المهدمة، وتعود انتفاضة الحجارة مرة أخرى تقاوم المحتل الغاصب.
إن غزة لم تتراجع، وما زالت المقاومة صامدة، وما زالت عملياتها تهز أرجاء إسرائيل.. إن مفاوضات وقف الحرب ما زالت متعثرة، وسوف يبحث كل طرف عن أساليب للمواجهة، ولدى الشعب الفلسطينى تاريخ فى انتفاضة الحجارة، وكل الشواهد تؤكد أن أطفال غزة عائدون، وربما تغيرت حسابات كثيرة أمام هذه العودة..
لقد قتلت إسرائيل آلاف الأطفال، ولكن بقيت ملايين لن تفرط فى أرضها، وسوف تعود صورة الأطفال الذين كانوا يومًا حديث العالم، تعلن ميلاد مقاومة جديدة.. وسط سحابات اليأس، تطل عادة أطياف أمل جديد، وما دامت المقاومة تقدم كل يوم ميلاد أمل جديد، فإن النصر قادم.. وربما تكون انتفاضة الأطفال هى الأمل الجديد.. فى تاريخ الشعوب لا تتوقف الأحداث عند جيل، ولكن المقاومة تمتد فى كل الأجيال ما دامت دفاعًا عن الأرض، ولن يوجد فلسطينى يفرّط فى أرضه، وأطفال غزة الذين عاشوا المأساة سوف تخرج من بينهم أجيال تبنى وطنًا جديدًا.