بقلم : فاروق جويدة
لا أتصور أن يمر القرار الأمريكى بمنع الوفد الفلسطينى برئاسة أبو مازن من دخول أمريكا، ومنعه من استخدام حقه القانونى فى المشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
إن هذا القرار التعسفى يتعارض مع كل مبادئ العلاقات الدولية، وهو إجراء يفتقد الشرعية الدولية، لأن أمريكا ليس لها حق الوصاية على المنظمة الدولية.
ولا شك فى أن القرار الأمريكى يتعارض مع مصالحها ووجودها فى العالم العربى، لأنها تدرك أن قضية فلسطين لا تخص الشعب الفلسطينى وحده، ولكنها كانت وستبقى قضية الشعوب العربية حتى لو اختلت موازين الأشياء والمواقف.
إن من حق الدول العربية أن ترفض القرار الأمريكى، وتصر على مشاركة الوفد الفلسطينى، بل إن من حقها أن تطلب التصويت داخل الجمعية العامة ضد القرار.
إن الدول العربية تفرط فى حقها ودورها فى المنظمة الدولية، لأن الموقف الأمريكى يعطى أمريكا حق الرفض والقبول أمام حقوق دولية مكتسبة. إن القرار الأمريكى يمهد لتصفية القضية الفلسطينية وإخراجها من المنظمة الدولية، والمطلوب موقف عربى يعيد للقضية حضورها وشرعيتها الدولية التى تكفلها القوانين الدولية. القرار الأمريكى عدوان صارم على حقوق شعب عربى صاحب أرض ودولة وشرعية.
ينبغى أن يكون القرار الأمريكى قضية عربية عاجلة لا تحتمل التأجيل.
إن المؤكد أن أمريكا تقف مع إسرائيل فى رفض إقامة الدولة الفلسطينية، وهى تمهد لذلك بقرار منع الوفد الفلسطينى، وهو ما يؤكد أن المؤامرة أكبر من كل ما يبدو أمامنا من الأحداث.