بقلم:فاروق جويدة
هناك دعوة خبيثة تنتشر الآن فى بعض الدول العربية يطلق عليها الدين الإبراهيمى، ويحاول أصحابها دمج الأديان تحت دين واحد، وقد لاقت هذه الدعوة رفضًا من جميع العقائد الدينية السماوية، ورفضها الأزهر والكنيسة معًا.
إلا أن هناك من فتح أبوابه لهذا الفكر الغريب، وانطلقت الأبواق تبارك هذه الدعوة. والشيء المؤكد أن وراء هذه الدعوة فكرًا صهيونيًا يحاول العبث فى العقائد السماوية. وقد انطلقت مؤسسات دينية فى إسرائيل وأمريكا تبشر بهذا الدين الجديد، وهو مؤامرة سياسية، لأن الأديان السماوية لها ثوابتها.
وقد زاد الحديث فى الفترة الأخيرة حول التوسع فى نشر هذه الأفكار الشاذة، ويتصور البعض أنها ستكون البديل عن العقائد السماوية، ولا أدرى ما هو السر فى الاهتمام بنشرها فى الدول العربية؟!، ويبدو أن وراء هذه الدعوة برامج وأفكارًا، خاصة أن الرئيس ترامب تحدث كثيرًا عن هذا الغزو الدينى والفكرى والثقافى الذى يسعى إلى تغيير هويات الشعوب وعقائدها..
إن واجب النخبة العربية أن تتصدى لهذا الفكر، وأن تواجه بالفهم والوعى كل ما يحيط بنا من الفتن والمؤامرات.. وأن تواجه كل من يعمل على تشويه ثقافتنا وديننا فى الداخل والخارج، لأننا نعيش حربًا حضارية يجب فيها أن نحافظ على ثوابتنا بعيدًا عن مغامرات أصحاب ودعاة الأفكار المريضة.
إن الدين الإبراهيمى دعوة مشبوهة، أهدافها واضحة ولا تُخفى مشروعها، وللأسف إن البعض من أصحاب الفكر المريض فى العالم العربى يؤيدون هذه الدعوة ويمهدون لها، فكرًا ومالًا ودعوة، وهذه كارثة يجب التصدى لها.
الثقافة العربية تتعرض الآن لهجمة بربرية لضرب جذورها، أديانًا وفكرًا وسلوكًا، ومطلوب شيء من الوعى والفصل بين الأديان والسياسة.