بقلم : فاروق جويدة
هناك منظمة دولية تُسمى الأمم المتحدة، تجمع دول العالم ومقرها أمريكا، وهي لا تخضع لأي سلطة أمريكية، فليست ولاية ولا اتحادًا للمصارعين، ولكنها منظمة دولية يحكمها قوانين ومبادئ. وفي يوم من الأيام ألقى الزعيم الفلسطيني خطابًا تاريخيًا على منبر الجمعية العامة التي جمعت ممثلي دول العالم..
وإذا كانت أمريكا قد شاركت في دمار غزة وتسعى لتصفية القضية الفلسطينية لحساب إسرائيل، فليس من حقها أن تمنع وفد فلسطين من المشاركة في اجتماع المنظمة الدولية. ولا أعتقد أن أمريكا اشترت مقر المنظمة الدولية وأصبح من حقها أن تمنع مشاركة الدول أو تعرضه للإيجار. لقد تمادت أمريكا في دعم إسرائيل ودخلت في مناطق تتعارض مع كل الأعراف والقوانين الدولية.
وحين تمنع وفد فلسطين من دخول أمريكا فهذا قرار لا يتناسب مع مسئولية دولة عظمى تقود العالم إلى الهاوية. إن منع وفد فلسطين من دخول أمريكا موقف ينبغي ألا يعبر ببساطة، لأنه يمهد لكوارث أكبر، حربًا وسلامًا، وسوف يكون الثمن غاليًا.. وعلى دول العالم أن تعيد النظر في موقفها من أمريكا ضد شعب لا يملك غير أن يدين الطغيان، حتى لو كانت أمريكا.
لم تكتفِ أمريكا بأن تكون شريكًا في حرب الإبادة في غزة أو قتل أطفالها أو تصفية القضية، ولكنها تنكرت لكل مواثيق المنظمات الدولية التي تحكم العلاقات بين الدول .. لقد خسرت أمريكا كثيرًا في مواقفها لدعم إسرائيل، ويبدو أن الخسارة القادمة في الطريق.
ان منع وفد فلسطين من الدفاع عن حقه في دولته ومنع دخوله امريكا ادانة تاريخية للشعب الامريكي صاحب شعارات الحرية وحقوق الانسان.