بقلم:فاروق جويدة
يأتى الرئيس ترامب إلى العالم العربى وقد تحول إلى مناطق نفوذ ودول وحكومات، وقد اختارت أمريكا مع من تتعامل.. إنها تتفاوض مع إيران فى عُمان ، وتفاوضت مع الحوثيين بوساطة عُمانية أيضًا.. والرئيس ترامب اختار ثلاث دول لكى يزورها : هى السعودية والإمارات وقطر، وهى مناطق البترول والأموال والصفقات، ولن يزور إسرائيل فى هذه الجولة، واستبعد من هذه الزيارة الدول العربية الأخري.
ولا شك أننا أمام خريطة مدروسة للنفوذ الأمريكى .. إن دول الخليج هى الأغنى مالًا وبترولًا، وهى التى تشترى السلاح، وهى الأقرب إلى النفوذ الصينى والإيرانى والروسي، وهى تجتمع فى كيان اقتصادى مستقل، وهو مجلس التعاون الخليجى، وبينها قدر كبير من التجانس السكانى والبشري.
والرئيس ترامب يحمل مشاعر خاصة تجاه دول الخليج غير بقية الدول العربية، التى تعانى ظروفًا اقتصادية صعبة، كما أنها تعانى كارثة الحروب الأهلية.
والرئيس ترامب يسعى إلى كيانات غنية ومستقرة وتعطى ولا تطلب.
الخلاصة أن رحلة ترامب إلى دول الخليج خضعت لدراسة عميقة على كل المستويات، وأنها تجسد حقيقة مهمة: أننا أمام عالم عربى جديد ومناطق نفوذ مختلفة، وقبل هذا كله أن ترامب يجرى وراء المال، وليس له فى أشياء تُسمّى التاريخ والحضارة.
إن زيارة الرئيس ترامب تحمل دلالات كثيرة فى اختيار الأماكن، وحسابات الربح والخسارة، والمكاسب التى سيرجع بها إلى البيت الأبيض، وهو لن يعود خاسرًا.
نحن أمام خريطة جديدة لعالم عربى جديد، رسمته بدقة مراكز الأبحاث الأمريكية منذ سنوات. ما يحدث فى العالم العربى الآن تحولات خطيرة فى كل جوانب الحياة، ما بين الانقسامات والحروب الأهلية واحتلال الأراضى وانكسار الشعوب.. الغريب أن القمم العربية وبيانات الشجب والإدانة وجرائم القتل والدمار ما زالت شاهدة على انقسام الشعوب ودمار أوطانها..