بقلم : فاروق جويدة
فى حياة الشعوب أيام وأحداث تعيش عليها وتمثل ذاكرة حية فى ضمير أجيالها، وكلما عادت ذكرى انتصار أكتوبر تجددت صور الأحداث وكأنها كانت بالأمس، رغم أن الغياب أخذ رموزاً كثيرة وأصبحت ذكرى، إلا أنها من وقت لآخر تطل وسط واقع ربما يتعارض تماماً مع ما بقى فى الذاكرة. وفى رحلة العمر والأيام تبقى صور تلك الرموز التى قامت وشاركت فى هذا النصر العظيم.
وفى لحظة تاريخية حزينة، بعد كل ما حدث فى غزة وما ترتب عليه من نتائج هذه الحرب الدامية التى خاضها الشعب الفلسطينى وأصبح حديث العالم كله فى صموده وتضحياته، تطل ذكرى حرب أكتوبر لتعيد الثقة فى أن النصر ليس مستحيلاً، وأن إرادة الشعوب تتجاوز كل مصادر القوة الغاشمة. إن استعادة ذكرى نصر أكتوبر تعيد الثقة للإنسان العربى الذى يعانى الإحباط والانكسار، وأن لديه رصيداً من الذكريات بأن النصر ليس صعبا.
أستعيد مع نفسى هذه الأيام صور رموز عظيمة دافعت عن أرضها واستردت كرامتها، نذكر بطل العبور أنور السادات، ونتذكر أحمد إسماعيل والشاذلى والجمسى وحسنى مبارك وعبد المنعم رياض، وكل جندى صافح تراب سيناء حربا وسلاما. نتذكر ساعات النصر والعالم العربى يقف موحداً خلف إرادة عربية آمنت وأخلصت وقدمت لأمتها أروع التضحيات، الملك فيصل وأبو مدين، وكل جندى عربى ترك على الأرض نصرا عزيزا فى ذاكرة الشعوب.
إن الاحتفال بذكرى أكتوبر إحياء لذاكرة شعوب تعانى الانقسام والتشرذم، رغم أن لديها رصيدا يمكن أن يعينها فى إكمال مسيرتها..
يبقى أكتوبر فى ضمير مصر وصفحات تاريخها وانتصارات جيشها مصدرا للإلهام والفخر والعزة والكرامة.