بقلم : عبد المنعم سعيد
أمس الأول شهدت مصر وهى تقوم بدورها الإقليمى والدولى فى صنع السلام. أولى الخطوات فى تطبيق مبادرة ترامب للسلام فى الشرق الأوسط جرت كما هى العادة فى مدينة السلام: شرم الشيخ.
والذائع هو أنه إذا كانت الخطوة الأولى تسير فى «سكة السلامة» فإن واحدا من أهم خطواتها التالية سوف يكون إدارة عملية السلام وإقامة سلطة فلسطينية فى غزة تشرف على الأمن وتقيم التعمير.
الفترة الانتقالية تحتاج لجهود عربية ودولية للخروج من حالة الحرب إلى حالة السلام وتستند إلى سيناء المقدسة الملاصقة لغزة. فسيناء ذات مواصفات ملائمة، فهى مصرية عاشت تحرس الأمن القومى المصرى طوال تاريخها، وعبر السنوات نالت نصيبها من التنمية فى المطارات والموانئ، والبنية الأساسية التى تؤهلها لضمان نجاح تلك الجهود.
ما حدث منذ أيام على الأرض المصرية يذكر بأمور: أولها الرد على من كانوا يلطمون الخدود ويذرفون الدموع على غياب «الدور الإقليمي» لمصر؛ فوقت الجد يظهر «صنايعية» السلام الذين يقيمون الوساطة ويوفرون الخبراء الذين يعرفون كيفية التعامل مع القضايا المستعصية. وثانيها أن المحروسة محمية من الاستدراج للحرب اللهم عندما تكون لا بديل لها وهو ما نتذكره فى شهر أكتوبر المعظم الذى بدأ الحرب ومهد الطريق للسلام. وثالثها أن مصر وقد قضت السنوات العشر الأخيرة فى البناء للبنية الأساسية؛ وفى حالتنا هنا فى سيناء حيث شرم الشيخ جنوبا والعريش شمالا تمهد لمعبر للمصريين يربط ما بين إفريقيا وآسيا، وما بين النيل والبحر الأحمر، وما بين وادى النيل والمشرق العربي.
الدور المصرى النبيل سوف يعمل الكثير قائدا ومبشرا بالسلام والحق ومتعاونا مع أشقاء اتفقوا على أن السلام والتنمية والاستقرار باتت حقا لشعوب المنطقة.