بقلم : عبد المنعم سعيد
لكل أمر فى الحياة قصة، ولكل قضية سردية؛ ومنذ ثورة يناير 2011 وثورة يونيو 2013 تراكم هائل من الأحداث والإنجازات والمواجهات والتحديات، استحقت أن تروى، ليس فى جزئيات ومنمنمات وإنما فى كلياتها وتوجهاتها المستقبلية. حاولت فى أكثر من مجال إنشاء مركز لدراسة «مصر المعاصرة» التى تبدأ بالثورات ثم تسير بالإصلاح والتجديد نحو تعبير «مصر الجديدة»؛ وفى كل الأحوال كان هناك ما يلح ويدفع بعيدا عن رواية القصة ومتابعة السردية. أخيرا فعلتها معالى الوزيرة القديرة رانيا المشاط، أن تضع المسألة كلها فى «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية» التى جمعت دقائق ما حدث من خلال مقدمة طويلة تجمع كل ما حدث فى منظومة واسعة لفخر جيل مصرى جديد. لم تزدحم السردية فى مساجلات فترات مصرية سابقة ليس استهانة بما جرى وإنما التطلع إلى المستقبل أصبح الآن أكثر أهمية. فى السابق كثيرا ما طلبت أن توجد مثل هذه الرواية المتكاملة التى تنظم محركات المرحلة المقبلة وتضعها فى ثياب «التوازن المالي» و«التدفق الاستثمارى» و«ريادة القطاع الخاص» و«ماكينة الصناعة» والتصنيع والنقل الذى خيل لى أن نائب رئيس مجلس الوزراء لشئون التنمية الصناعية الفريق كامل الوزير يكاد يذوب داخلها حماسة وخيالا من أن ما يوصف هو ما سوف يكون.
الخاتمة كانت من نصيب دولة رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولى الذى بات خطيبا مفوها، تكاد المرحلة التاريخية تنفرط من بين أصابعه وهو يقدم السردية فى خلاصتها. وسط الأرقام الكثيفة بالتقسيمات والتنظيمات ظهرت صورة قرأتها من قبل ولكن تفاصيلها كانت غائبة، فقد باتت مصر بالفعل منطلقة من نهر النيل الخالد إلى سواحلها الكبرى، ومنطلقة فى اتجاه الثروات والقدرات فى صحراواتها. باتت الصادرات فى المقدمة، أما الإحلال محل الواردات فهو فيما تيسر؛ موقع مصر العظيم بات ناطقا فى السردية القائمة على مضاعفة الأهمية الاستراتيجية والقدرة التنافسية؛ والخريطة تنطق بالقطار السريع بين طابا والعريش وبين البحرين الأبيض والأحمر.