عبد المنعم سعيد
الفجوة ما بين الواقع المصرى وتجاوب العالم معه يقع فيها الإعلام الذى يستخدم بمعنى الاتصال، حيث هو جزء من الأنشطة الإنسانية التى على الإنسان فردا أو جماعة أن يعبر فيها عن نفسه فى تواصله مع الآخرين فى الصداقة والخصومة أو ما بينهما من درجات المحبة والعداء. ويشكل ذلك جزءا من سردية متسقة لمواجهة قضية أو موضوع أو تنافس أو صراع حيث يكون مكملا أساسيا لأدوات القوة المختلفة سواء كانت ناعمة أو خشنة. وفى الواقع فإن السردية المصرية فيها الكثير من القوة، ولكن الضعف يأتى من استخدام الأدوات للتعبير عنه.
السردية تقوم على أولا أن مصر كما فى بلدان أخرى عرفت الحرب الأهلية والثورات وثلاث سنوات من الثورة والقلاقل، ومع ذلك فقد خرجت منها دون حرب أهلية، بمشروع كبير للإصلاح. وثانيا أن ما حدث فى 30 يونيو 2013 كان ثورة مصرية عظمى استعانت بالقوات المسلحة لإنقاذ البلاد من المصير الذى وصلت إليه بلدان أخرى فى المنطقة. وثالثا أن ما حدث فى 30 يونيو وما بعده كان مواجهة مع جماعة إرهابية حاولت شل الحركة المصرية نحو الإصلاح باستخدام أدوات إرهابية للقتل والحرق، وشل القدرة المصرية على البناء من خلال المظاهرات والاعتصامات وإثارة أشكال مختلفة من الفوضي. ورابعا أنه رغم استمرار الإرهاب سواء كانت تقوم به جماعة الإخوان المسلمين أو جماعات أخري، وجميعهم تهديد للعالم كله، فإن مصر نجحت فى تحجيم الإرهاب على أرضها دون استعانة بدول العالم الأخري. وخامسا أن المشروع المصرى المجسد فى «رؤية مصر 2030» قد دخل دور التنفيذ من خلال توافق مصر على القيادة حتى عام 2030 والذى بات من أهم علامات الاستقرار والاستمرار، ومن ثم التنمية التى تقوم على الثبات الاستراتيجى والحفاظ على الحدود المصرية، ونقل التركيز المصرى من نهر النيل إلى البحار المحيطة بمصر، وإدارة الثروات المصرية الطائلة بدلا من إدارة الفقر، وتجديد الخطاب الديني.