بقلم : عبد المنعم سعيد
كنت فى زيارة تخص الضرائب لوزير المالية د. يوسف بطرس غالى فى الشهور الأولى لتوليتى رئاسة مجلس إدارة الأهرام. فاجأنى فخامة المكتب الذى يجلس عليه، والذى كان واضحا أنه ينتمى إلى العصر الملكى، حينما كانت مصر ولاية عثمانية تأخذ رموزها فى التاج والهلال ولون العلم الأحمر.
سألت الاقتصادى العبقرى عن مكتبه ومن أين أتى به؟ قال ببساطته إنه فور توليه الوزارة كان يعرف أن هناك مكتبا رائعا لوزير المالية الذى صار بعد ذلك سلطانا لمصر «حسين كامل» أثناء الحرب العالمية الأولى. كنت مؤمنا، والكلام للدكتور يوسف، أن البيروقراطية المصرية لا تتخلص من شيء، وأن مكتب من صار سلطانا لن يضيع؛ وعندما سألت كان المكتب موجودا ولا يحتاج أكثر من الرتوش ليعود إلى أصوله اللامعة الأولى. ما شب فورا إلى عقلى كان أنه من المرجح أن مكتبى المؤسسين للأهرام سليم وبشارة تقلا يوجدان فى مكان ما داخل المؤسسة الأهرامية العريقة.
وعندما سألت المهندس تيمور عبدالحسيب وكان قائدا للمطابع ويشكل أرشيف الأهرام البصرى، كانت الإجابة فورية بوجود المكتبين. وبعد نصف ساعة وجدت حشدا ليس فقط من المكتبين ولكن كان معهما مكتبة، وطاولة اجتماعات وحجرة متكاملة لقيادة صحيفة. بعد ذلك وجدنا أول المطابع، وأول الآلات الكاتبة.
باختصار أصبح أمامنا ما يكفى متحفا أهراميا رائعا يزوره أطفال المدارس، وطلبة أقسام الصحافة فى الجامعات والجمهور. بات جليا اهتمام الأستاذ محمد حسنين هيكل بكل ما يتعلق بالفنون التشكيلية من لوحات وتماثيل لدى المؤسسين الأوائل، والذى بات ثروة كاملة لدى الأهرام جعلتها تمتلك أكبر مجموعة فنية بعد ما هو موجود فى المتحف المصرى للفن المعاصر. تكاملت صورة المتحف لكى يوضع لها كتاب كتبت مقدمته يجمع الصور واللوحات ما قدم منها وما استجد؛ وتحت الإشراف الدقيق من أ. سيلفيا النقادى رئيس تحرير مجلة البيت ولد ذلك كله؛ ولكننى لم أشهد اكتماله فقد قامت الثورة الأولي!