بقلم : عبد المنعم سعيد
السؤال هو هل كان الشعب الأمريكى هو الذى تغير فقام بانتخاب ترامب؛ أم أن ترامب هو الذى نجح فى تغيير الشعب الأمريكى فانتهى به إلى البيت الأبيض؟ نقطة البداية فى الانتخابات الأخيرة شهدت أمرين: أولهما أن ترامب دخل الحملة الانتخابية بينما له عشرات القضايا فى المحاكم؛ وأدين فى بعضها ودخل مرحلة الاستئناف فى أخرى. وثانيهما أن الشعب الأمريكى دخل إلى صناديق الاقتراع وهو يعلم كيف يكون ترامب رئيسا للدولة. لم يكن هناك أسرار لم تنكشف قبل الفوز على هيلارى كلينتون؛ ولا خفى عن الجمهور الأمريكى شىء عن مسيرته فى مقعد السلطة. الإفصاح لم يأت من النتائج خاصة ما تعلق فيها بوباء «كوفيد 19» وإنما أتى من العاملين معه وخلصائه المقربين منه. فيما أعلم فإنه لم يحدث فى التاريخ أن صدر مثل هذا العدد من كتب الإدانة قدر من تناولوا الرجل خلال فترة رئاسته الأولى. والحقيقة أننى أرجو ألا أكون مبالغا كثيرا إذا ذكرت أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب هو أكثر من ألفت عنه كتب خلال ولايته الأولى. العادة جرت على أن يكون هناك انتظار حتى يمضى الرئيس فى مساره، وبعدها تنهمر الكتب التى تحكى وتؤرخ وتبحث فيما جرى فى المرحلة بحلوها ومرها. وأحيانا ما تكون البداية من الرئيس نفسه وإدارته عندما تبدأ المذكرات فى الظهور شاملة زوجته ومن تولوا مناصب هامة.
كان ذلك ما جرى مع كل الرؤساء الأمريكيين الذين عاصرتهم؛ بل لعلنى كنت أتربص بالمصادر المختلفة فور انتهاء ولاية الرئيس؛ وكانت العادة أن الزوجة تسبق زوجها، ووزير الخارجية يسبق العاملين باستثناء هنرى كيسنجر الذى لم يكتب مذكرات وإنما كتب تاريخا للولايات المتحدة والعالم على مدى قرن من الزمان. ترامب على العكس كتب مذكراته قبل توليه الرئاسة الأولى وأشهرها «فن الصفقة» ومع آخرين «أمريكا التى نستحقها» و«كيف تصبح ثريا» ولماذا نريدك أن تصبح غنيا». يتبع.