بقلم - أسامة الرنتيسي
الأول نيوز – العنجهية التي تمارسها حكومة الصهاينة برئاسة بنيامين النتن ياهو، لا تستفز الفلسطينيين، والعرب فقط، بل تستفز مسلمي العالم، والمؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية جميعهم، لكن؛ وعلى ذكر المسلمين، لا أعرف كم سيكون حجم احتجاجهم إن وصلت يمينية النتن ياهو الى الشروع بهدم المسجد الأقصى.
محافظة القدس حذرت من مخطط تصعيدي خطير دعت إليه منظمات صهيونية بمسمى “خراب الهيكل”، وذلك لاقتحام المسجد الأقصى الأحد (اليوم)، وفقًا لما صرح به مستشار محافظ القدس، معروف الرفاعي.
الرفاعي كشف عن أن المتطرفين جماعات “جماعات الهيكل” يصرون سنويًا على تنفيذ اقتحاماتهم داخل المسجد الأقصى، في تحد مباشر لقدسية المكان، مشيرا إلى أن الأعوام السابقة شهدت ارتكاب انتهاكات شملت إدخال لفائف “الرثاء” وقراءتها داخل المسجد، إضافة إلى رفع العلم “الإسرائيلي”، وأداء طقوس “السجود الملحمي” الجماعي، والرقص والغناء داخل ساحات الأقصى.
إذا تيس النتن ياهو وهدم الأقصى هل سيتجاوز احتجاج العالمين العربي والإسلامي- تحديدا- مستوى البيان والجَدب والإدانة والشكوى، ومسيرات تنطلق بعد صلاة الجمعة، يحرق فيها العلم الصهيوني… أشك، لا بل أنا متيقن، أنه حتى القوى المتطرفة بِدْءًا من “داعش” حتى “النصرة” وما بينهما لن يحركوا ساكنا، ولن يغيروا بوصلة بنادقهم، لأن الأقصى وفلسطين ليسا على أجنداتهم الآن.
سعار النتن ياهو في تصعيد الاستيطان، لا يوجد له هدف سوى تدمير ما كانت تسمى عملية السلام وخيار حل الدولتين بكل الوسائل.
مواجهة شعار “الاستيطان أولا” يبدأ بحرب ضروس على الاستيطان، وعلى جبهات مختلفة، في مؤسسات الشرعية الدُّولية والمنظمات الحقوقية الدُّولية، إلى أن يتوج بحراك شعبي فلسطيني حقيقي يرفع شعارا بدأت الآذان تعتاد عليه: “الشعب يريد إزالة الاستيطان”.
الأهم في موضوع الاستيطان، أن عدد المستوطنين في الضفة الفلسطينية تجاوز 360 ألفا، حملة التهويد التي تقوم بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي للقدس وما حولها، وشق طريق بعرض 4 أمتار داخل بلدة سلوان “التي خطط الأمريكان يوما ما لأن تكون العاصمة الفلسطينية“.
بعيدا عن أنظار العالم المندهش مما يحدث في العالم العربي، تستكمل إسرائيل مخططاتها في عزل القدس، بعد أن استكملت مراحل التهويد الأخيرة للمدينة المقدسة، وحسب تقرير جديد حول الاستيطان، فإن هذه المراحل تتمثل في “إحاطة القدس بنظام دفاعي خاص لعزلها عن المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية، ومواصلة حفر أنفاق جديدة تحت المسجد الأقصى بهدف هدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وحظر دخول مواد الترميم التي يحتاج إليها المسجد بشكل عاجل. ومحاولة تقسيم الحرم القدسي على غرار ما حدث للحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994، وشن حرب نفسانية مكثفة ضد المقدسيين العرب داخل المدينة، ومصادرة المزيد من أراضيهم وبيوتهم بهدف إجبارهم على الهجرة. وتكرار محاولات الجماعات اليهودية المتطرفة تدنيس الحرم القدسي لإثارة مشاعر المسلمين”.
الدايم الله…