بقلم : أسامة الرنتيسي
النتن ياهو يتحركش بالمسجد الأقصى، فقد تسلل إلى نفق تحت الأقصى وبث فيديو من هناك، ليقول للعالم لقد جاء دور الأقصى والقدس.
يترك وزيره الأكثر تطرفا بن غفير وقطعان المستوطنين يدنسون شوارع الأقصى أسبوعيًا ويعتدون على حرماته، يمارسون صلواتهم المزعومة أمام عدسات المصورين بحماية شرطة الاحتلال ليضعوا لهم بصمة في الأقصى، آخر معارك نتنياهو المنتظر إشعالها قريبًا.
مشاهد قطعان المستوطنين الصهاينة في شوارع القدس المحتلة، وفي باحات المسجد الأقصى لا تستفز الشبان المقدسيين للهجوم عليهم بالسكاكين، بل تستفز كل من لديه مشاعر إنسانية في العالم.
العنجهية التي تمارسها حكومة الكيان المصطنع الأكثر تطرفا من أية حكومة أخرى، لا تستفز الفلسطينيين، والعرب فقط، بل تستفز مسلمي العالم (مع أنهم غافلون حتى اللحظة عن الإبادة التي يتعرض لها الغزيون) وكل المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية، لكن؛ على ذكر المسلمين، لا أعرف مدى احتجاجاتهم وكيفيتها إن تجاوزت يمينية الصهاينة إلى تنفيذ هدم المسجد الأقصى.
هل سيتجاوز احتجاج العالَمين العربي والإسلامي تحديدا- مستوى البيان والجدب والإدانة والشكوى، ومسيرات تنطلق يومي جمعة أو ثلاثة بعد الصلاة، يحرق فيها العلم الصهيوني… أشك !!!!، لا بل أنا متيقن، انه حتى القوى المتطرفة بدءًا ممن تبقى من “داعش” وحتى “النصرة” وما بينهما لن يحركوا ساكنا، ولن يغيروا وجهة بنادقهم، لأن الأقصى وفلسطين ليسا على أجنداتهم.
سُعار حكومة الاحتلال الصهيوني في تصعيد الاستيطان، وفي التضييق على الفلسطينيين أمام بوابات القدس والأقصى، لا يوجد له هدف سوى تدمير معنويات الشعب الفسطيني، الذي أثبت أنه شعب لا يستسلم أبدا.
بعيدا عن أنظار العالم المندهش مما يحدث في العالم العربي، تستكمل حكومة الصهاينة مخططاتها في عزل القدس، بعد أن استكملت مراحل التهويد الأخيرة للمدينة المقدسة، وحسب تقرير جديد حول الاستيطان، فإن هذه المراحل تتمثل في “إحاطة القدس بنظام دفاعي خاص لعزلها عن المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية، ومواصلة حفر أنفاق جديدة تحت المسجد الأقصى لهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه، ومنع إدخال مواد الترميم التي يحتاج إليها المسجد بشكل عاجل. ومحاولة تقسيمه على غرار ما حدث للمسجد الإبراهيمي في الخليل عام 1994، وشن حرب نفسانية مكثفة ضد المقدسيين العرب داخل المدينة، ومصادرة المزيد من أراضيهم وبيوتهم لإجبارهم على الهجرة. وتكرار محاولات الجماعات اليهودية المتطرفة تدنيس الحرم القدسي لمعرفة ردود المسلمين”.
جاء طوفان الأقصى في 7 أكتوبر كما تقول حماس لحماية المسجد الأقصى والمقدسيين من وحشية جنود الكيان الغاصب، والآن وصلنا بعد كل ما جرى إلى أسوأ وضع يمر به المسجد الأقصى والمقدسيين.
إذا انطلقت طلقة المسجد الأقصى الأخيرة من بندقية النتن ياهو فهل تبقى الأمور على حالها، ويُترك الأقصى والمقدسيين لمصيرهم، المؤشرات كلها لا تقول عكس ذلك، وسيتوحش الكيان أكثر وأكثر بعد ان فلت من عقاله في بحر الدم الذي يسفكه في غزة المنكوبة، التي بات شعبها لا ينتظر نصرة من أحد، بل ينتظر موعد الموت، فهل تستمر المقتلة بهذا الشكل البشع، وهل يخرج عاقلا يقول لا نريد الانتصار ولا التحرير، نريد فقط ان يتوقف القتل ونحمي من بقي على قيد الحياة حتى الآن قبل أن يُعلن استشهاده.
الدايم الله….