عدت لتوي من بلجيكا الحاضنة لـخلية مولنبيك
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

عدت لتوي من بلجيكا الحاضنة لـ"خلية مولنبيك"

عدت لتوي من بلجيكا الحاضنة لـ"خلية مولنبيك"

 العرب اليوم -

عدت لتوي من بلجيكا الحاضنة لـخلية مولنبيك

عبد الباري عطوان

عدت لتوي من العاصمة البلجيكية بروكسل حيث انطلق معظم الذين نفذوا هجمات باريس ليلة الجمعة السبت الماضي، المدينة في حال من الوجوم من شدة الصدمة، وقوات الشرطة الخاصة بمكافحة الارهاب، بملابسها العسكرية المميزة، تتواجد بكثافة في محطة قطارات العاصمة الرئيسية والشوارع، والاحياء ذات الاغلبية المسلمة، يراقبون كل من هو داخل اليها، وكل من هو خارج منها، ولكن بأدب شديد ومهنية عالية.

الجالية الاسلامية في بلجيكا تنحني للعاصفة الامنية العالية، وافرادها، ومعظمهم من ابناء الاتحاد المغاربي، نسبة كبيرة منهم تقود سيارات التاكسي، يلتزمون الهدوء، الذي ليس من عادتهم، بحكم تجارب سابقة، خاصة مع شخص مثلي معروف لنسبة منهم من خلال شاشات التلفزة، ويصرون على تجنب الحديث بالعربية، والاصرار على الفرنسية، ربما من قبيل الاحتياط، ودرءا للشبهات.
***

اسمان يترددان بقوة على السنة من ارادوا الحديث عن هجمات باريس الارهابية بعد الاطمئنان الى عدم وجود “اعين العسس″، الاول عبد الحميد ابا عود، الذي يوصف بالعقل المدبر للهجمات، وقتل في هجوم لقوات الامن الفرنسية في ضاحية سان دوني الباريسية، والثاني للفتاة حسناء آية بلحسن التي كانت ترتدي حزاما ناسفا، وفجرت نفسها على ان تستسلم للقوات الفرنسية التي اقتحمت الشقة.

قليلون هم الذين يظهرون اي تعاطف مع خلية بلدة “مولنبيك” في منطقة بروكسل التي ينتمي اليها، ونشأ فيها، ومعظم زملائه الآخرين منفذي الهجمات، ابو عمر البلجيكي، ونسبة المتبرئين من نهجهم وهجماتهم هم الاكثر، خاصة من جيل المهاجرين الاول، الكبار في السن، ولكن هذا ليس هو الحال مع ابناء الجيلين الثاني والثالث، الذين غالبا ما يستخدمون كلمة “ولكن” بعد ادانة هذه الهجمات، ويقدم بعضهم مطالعة طويلة عن مظالم واقعة عليهم، او على بلدان العالم الاسلامي.

احد الشبان قال لي: هل اطلعت على بعض الصحف البلجيكية والفرنسية؟ هل شاهدت عمليات “التشويه” الاخلاقي لاعضاء الخلية؟ هل تمعنت في الصور المنشورة والاوصاف المستخدمة؟

طلبت التوضيح، وان كنت اعلم جيدا ما يقصد، فالصحف البريطانية “الرصينة” نشرت الصور نفسها، والتوصيفات نفسها، ومن بينها واحدة للفتاة حسناء وهي في حمام ساخن وسط فقاعات صابون، فقال غاضبا، اعني الخوض في سيرة الشبان، والبحث في ماضيهم، والقول بأنهم منحرفون، مدمنو مخدرات وكحول، وخريجوا سجون، والاكثر من ذلك نهش عرض الفتاة حسناء (السيدة الانتحارية الاولى، على حد وصف الصحف الفرنسية)، والحديث عن انحرافات اخلاقية قبل ان تلبس النقاب وتتحول الى الاسلام المتشدد.

واضاف بنبرة حزن والم، يا سيدي هؤلاء اهتدوا و”خير الخطائين التوابون”، والآن حسابهم عن ربهم، واكد انه ليس مسلما متشددا، ولا يقر هذه الهجمات، وقتل الابرياء، ولكن هذا الاعلام المنفلت المحرض، يعرض المسلمين في اوروبا وارواحهم للخطر، ويصعد من ظاهرة “الاسلاموفوبيا”.

علينا فعلا ان نستمع الى الجيل الجديد من ابناء الجاليات الاسلامية في اوروبا، ومعنا الحكومات الغربية، التي اصبح هؤلاء من مواطنيها، للبحث عن حلول جذرية التي تدفع ببعضهم الى التشدد والاقدام على هجمات ارهابية، وخاصة ازمة ضبابية الهوية التي يعانون منها، ولكن من المؤسف ان من يستمع الى هؤلاء، او بعضهم، بإصغاء شديد هم “شيوخ التويتر” و”ائمة الفيسبوك” و”السناب تشات” وغيرهم، الذين يتربعون حاليا على وسائل التواصل الاجتماعي.

هناك مفهوم خاطيء لدى هذه الحكومات واجهزة مخابراتها، وبنوك العقول “الفارغة” فيها، مفاده ان عمليات التحريض على التطرف تتم في المساجد في الغرب وائمتها، ولذلك يزرعون اجهزة المراقبة والتجسس والمخبرين فيها، وينسون ان المصلين الكبار والصغار معا يعرفون ذلك جيدا، ولا يثقون بمعظم الائمة، وبعضهم يعتبرهم، اي الائمة، من موظفي الحكومة وعملائها، ويذهبون الى مساجد ووعاظ وسائل التواصل الاجتماعي المفتوحة على مدى 24 ساعة، دون انقطاع، وفيها الكثير ما يثير اهتمامهم ويغير افكارهم ويجندهم في صفوف الجماعات المتشددة.

من المهم ايضا ان تفهم الحكومات الغربية ان سياساتها الخارجية، والجزء المتعلق منها بالتدخل العسكري، واعتبار اي هجمات في عواصمها ومدنها هو “اعلان حرب”، يجب الرد عليه بإرسال الطائرات الحربية، وحاملات الطائرات للقيام بردود فعل فورية مكثفة (قصف جوي)، هذه السياسات، وهذه الاعمال الانتقامية، قد تعطي نتائج عكسية تماما، ويكفي الاشارة الى انها ادت الى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وخلقت خمس دول اسلامية فاشلة على الاقل، وفراغا ملأته الجماعات الاسلامية المتشددة، ولنا في ليبيا والعراق وسورية والصومال وافغانستان، واخيرا مالي احد الامثلة.
***

هؤلاء الشبان الذين اقدموا على هذه الهجمات في باريس هم اقلية الاقلية، ومن الخطأ ان تعامل الاغلبية بطريقة انتقامية او ثأرية من جراء افعالهم، والا تحولوا الى الاكثرية، نقول هذا الكلام بمناسبة حملات التحريض الرائجة هذه الايام في اوساط احزاب اليمين الاوروبي العنصري ضد المسلمين جميعا دون استثناء، وبات هذا التحريض يمتد الى اللاجئين السوريين ايضا.

المسلمون في العواصم الغربية يعيشون اوضاعا صعبة هذه الايام، وتواجههم نظرات التشكيك واعمال التحريض في اي مكان يذهبون اليه، التشكيك في ولائهم، في اندماجهم، في هويتهم، ولكن رغم كل ذلك تظل اوضاعهم افضل كثيرا من نظرائهم في الدول العربية، او من تبقى منها يستحق لقب الدولة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عدت لتوي من بلجيكا الحاضنة لـخلية مولنبيك عدت لتوي من بلجيكا الحاضنة لـخلية مولنبيك



يسرا تتوّج "ملكة الأناقة" في مهرجان الجونة

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 11:15 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

5 أطعمة يجب تجنبها عند تناول أدوية لضغط الدم

GMT 13:40 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون

GMT 20:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رسميًا زواجها بعد جدل الوثيقة المسربة

GMT 07:46 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

مجدى يعقوب .. بين قلوب الصغار وأبواب الرحمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab