وزيرة «الحاقدين»

وزيرة «الحاقدين»

وزيرة «الحاقدين»

 العرب اليوم -

وزيرة «الحاقدين»

محمود مسلم

مما لا شك فيه أن هناك قطاعاً من المواطنين الشرفاء الذين يحبون دولتهم ويتمنون تقدمها يرون أن أداء الحكومة لا يرقى لمستوى تطلعات الشعب وطموحات وخطط الرئيس السيسى. وبعيداً عن نسبة الذين يؤيدون وجهة النظر هذه فإن لا أحد ينكر وجودها فى الواقع، وهناك بعض الوزراء يقرون ويعترفون بضعف الأداء، وإن كانوا يبررونه بضخامة التحديات وصعوبة الظروف، لكن السيدة ناهد العشرى، وزيرة القوى العاملة، لها رأى مختلف تماماً فى سابقة لم تحدث عند أقل الدول الديمقراطية، حيث وصفت كل من ينتقد حكومة محلب بأنهم حاقدون ومشككون، لأنها حكومة مقاتلين، واستطاع الوزراء تحقيق طفرة فى كل المجالات خلال أقل من 10 أشهر.

بالطبع من يقرأ الكلام يتوقع أن الوزيرة ستنفيه، وكالعادة ستتهم الصحافة بالكذب، وستبرر بأن حديثها تم تحريفه أو اجتزاؤه. لكن الخطورة أن كل ذلك جاء فى بيان رسمى صادر من الوزارة، أى بأموال الشعب الذى تنتقد الوزيرة جزءاً منه. ولا أعرف إذا كانت «ناهد» تتهم المختلفين معها بأنهم «حاقدون»، فماذا ستقول عن عصابة الإخوان الإرهابية الخائنة التى عملت مع وزيرهم خالد الأزهرى أثناء توليه زمام القوى العاملة دون أن يسمع أحد منها انتقادات للإخوان سواء أثناء حكمهم أو بعد رحيلهم، فيبدو أن الوزيرة تحافظ معهم على العيش والملح، بينما قررت ارتداء ثوب الشجاعة مع الشعب المؤدب المغلوب على أمره، الذى ينتقد بعض سياسات حكومته.

بيان «ناهد» يكشف عن لغة استعلائية وعدم دراية سياسية أصابت وزراء حكومة م. إبراهيم محلب، ففى حين يفتح الرئيس المنتخب صدره للمنتقدين ويتحاور معهم، ويفعل نفس الأمر رئيس الوزراء، تخرج الوزيرة لتصفهم بالحاقدين والمشككين، رغم أن أداء «ناهد» لا يحمل أية بصمة حقيقية، لدرجة أن البيان الذى أصدرته تتفاخر فيه بإنجازاتها حمل أرقاماً هلامية حول توفير فرص عمل بالقطاع الخاص والخارج، وبالتالى لا يمكن التحقق منها، كما وعدت الوزيرة فى بيانها «الخايب» بأن استراتيجيتها خلال المرحلة المقبلة تتضمن التخطيط لتوفير 100 ألف فرصة عمل بالقطاع الخاص سنوياً للشباب ودخول ما يقرب من 600 ألف مصرى إلى شريحة القادرين على العمل سنوياً.. ونسيت الوزيرة، أو تناست، أن توفير فرص عمل بالقطاع الخاص ليس إنجازاً لها وحدها، كما أن الأرقام التى تعد بها لا تتناسب تماماً مع حجم البطالة ولا تليق بالطبع مع حكومتها التى وصفتها بأنهم مقاتلون.

كثيرون يعرفون أن بعض الوزراء لا يوقّعون على قرارات هامة بسبب ارتعاشهم، والبعض الآخر مثل الوزيرة ناهد العشرى يتوهمون أنهم قبلوا العمل فى الوزارة واستمروا على مقاعدهم رغم الصعوبات والتحديات وأن المسئولية جاءت عليهم بخسارة. ومما لا شك فيه أن هناك مجموعة ثالثة تعمل بإخلاص دون أن تتعالى على الشعب أو تشتمه.

■ ■ لا نستطيع لوم الوزيرة ناهد العشرى، فهى جاءت إلى منصبها بمحض الصدفة، وفى لحظة ارتباك، لكن اللوم يجب أن يوجه للرئيس السيسى ورئيس الحكومة محلب اللذين تركا بيان الوزيرة الذى صدر يوم 21 ديسمبر ومرّ عليه أسبوع دون صدور بيان للرد على الوزيرة أو تصحيح كلامها أو إقالتها.

arabstoday

GMT 04:54 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

فوق سور الصين

GMT 04:53 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

المُتنبّي ولامين يامال!

GMT 04:51 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

هل ما زال ممكناً تلافي تجدّد الحرب؟

GMT 04:50 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ديمقراطية الاستعراض والترفيه

GMT 04:48 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن والاستراتيجية المنتظرة لمكافحة الإرهاب

GMT 04:47 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مروان البرغوثي... في حالة السلم والحرب

GMT 04:45 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ترمب وشي... قمة مستقبل الصراع

GMT 04:44 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القوى الثلاث بعد خروج إيران

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزيرة «الحاقدين» وزيرة «الحاقدين»



إليسا تخطف الأنظار بإطلالات تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 07:07 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق مع فضل شاكر مستمر واسقاط بعض التهم

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 21:52 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

طقوس صباحية بسيطة لدعم صحة الكبد تشمل احتساء القهوة

GMT 15:33 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأرجنتين: تصويت مصيري وتدخل أميركي

GMT 15:49 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 20:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رسميًا زواجها بعد جدل الوثيقة المسربة

GMT 07:03 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سريلانكا بين الجبال والبحار تجربة سياحية لا تُنسى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab