محلب والزند و«الترقيع الوزارى»

محلب والزند.. و«الترقيع الوزارى»

محلب والزند.. و«الترقيع الوزارى»

 العرب اليوم -

محلب والزند و«الترقيع الوزارى»

محمود مسلم

يبدو أن م. محلب لا يدرك حتى الآن الفرق الشاسع بين تشكيل الحكومة الجديدة وبين تشكيله السابق، ولا يستوعب المتغيرات، فالتشكيل القديم تم فى ظروف فترة انتقالية دون رئيس منتخب يدعم ويساند ويملك خطة ورؤية يطلب تنفيذها، مما أدى إلى اعتذار الكثيرين.
أما الأمر الآن فمختلف تماماً، وبالتالى كان يجب أن يخرج م. محلب ليعلن رؤيته (التى هى رؤية الرئيس) ومعاييره فى اختيار الوزراء، لا أن يذهب فى الظلام لإجراء عملية «ترقيع» لحكومة عليها مآخذ كثيرة، فيجب أن يعلم الرأى العام لماذا خرج فلان ودخل آخر، ولماذا تم تقليص الوزارات أو زيادة عددها، فلا أحد يعرف لماذا دمج «محلب» فى تشكيله السابق وزارتى الصناعة والاستثمار وكذلك حقيبتا التنمية المحلية والتنمية الإدارية، ولماذا سيعيد فكهما الآن؟
كنت وما زلت دائماً داعماً للمهندس إبراهيم محلب كرئيس للوزراء، وأعلنت كثيراً «قولاً وكتابة» أنه من أفضل وزراء حكومة الببلاوى، رغم نقدى الدائم لرئيس الوزراء وقتها، لأن الببلاوى لم يكن يبذل جهداً أو يملك رؤية سواء لمواجهة الأخونة أو لتقدم البلاد.. ثم جاء محلب بتوافق مجتمعى وفرحة شعبية، وللحق فقد بذل جهداً مخلصاً وكان دائماً فى وسط الأحداث والجماهير، لكنه لم يقدم رؤية واضحة سواء لمواجهة الأخونة أو لتنمية مصر، كما لم يقدم فى حكومته السابقة وجوهاً لاقت قبولاً كبيراً لدى الرأى العام، فكان معظم وزرائه يسيّرون أعمالاً ويقومون بجولات ميدانية لإرضائه دون نتائج ملموسة وحقيقية. أما الآن فالموقف اختلف تماماً، لأن الرئيس الجديد المشير عبدالفتاح السيسى، الذى نجح باكتساح، يحتاج إلى تنفيذ رؤيته للتنمية وليس مجرد تسيير أعمال، ولا يمكن أن يترك محلب يختار حكومته بنفس الطريقة التى قام بها فى التشكيل السابق.
لقد أخطأ محلب حينما جدد ثقته بـ«درية شرف الدين» كوزيرة للإعلام لأسباب مؤكد أنها شخصية، بينما دفعت الدولة المصرية من سمعتها وكفاءاتها نتيجة فشل الاختيار، كما أخطأ حينما لم يستدع لوزارته شخصيات ذات ثقل شعبى ولم يضع خطة واضحة للقضاء على الأخونة فى قطاعات الدولة أو تنمية الوعى والحس الوطنى لدى موظفى الدولة. وإذا كانت الحكومة فى عهد «الببلاوى» جزراً منعزلة، فإنها فى عهد محلب قد اقتربت قليلاً، لكنها لم تصل للنموذج الذى يجب أن تكون عليه الدولة فى ظل هذه المرحلة الصعبة من المخاطر والمؤامرات والتحديات.
سياسة التعتيم التى يمارسها م. محلب فى اختياراته جعلت الشائعات تنتشر، وأبرزها ما قيل حول وزارة العدل التى يبدو أنها ستكون القنبلة الموقوتة فى كل تشكيل لمحلب نتيجة لرضوخه المرة الماضية لرغبات المستشار هشام جنينة، مندوب الإخوان فى الجهاز المركزى للمحاسبات، باستبعاده المستشار عادل عبدالحميد من وزارة العدل واستجابته مرة أخرى لجنينة فى التشكيل الحالى بعدم تحقيق مطالب القضاة باختيار المستشار أحمد الزند وزيراً للعدل من أجل القضاء على الأخونة وتطوير منظومة العدالة.. فالزند هو الأجدر لأنه واجه الإخوان بضراوة وجسارة أدت إلى محاولتين لاغتياله أثناء حكمهم وبعد رحيلهم، بينما كان الآخرون إما فى حضن الإخوان أو هربوا من بطشهم إلى الخليج يحصدون الأموال ويتابعون المشهد عبر الفضائيات.
لو كانت حكومة 30 يونيو على نفس جسارة ووطنية ووعى وصدق الزند، لما وصل الحال بمصر إلى ما هى فيه الآن نتيجة لارتعاش ورخاوة وسيولة وزرائها باستثناء القليلين.. وأعتقد أن الحكومة المصرية بحاجة إلى الكثيرين مثل الزند فى مختلف المجالات، إلا إذا كان المستشار جنينة له رأى آخر.
يبدو أن ثقة م. إبراهيم محلب فى القضاء غير موفقة بداية من المستشار أسامة الصعيدى، مروراً بالمستشار هشام جنينة والبقية تأتى، لكن الأهم أن مصر تحتاج إلى حكومة صاحبة رؤية وبصيرة وقادرة على تنفيذها لأن الجماهير تنتظر الكثير من رئيسها الذى أولته ثقة كبيرة جداً، والأهم أن تعلن رؤية تشكيل الحكومة الجديدة للرأى العام بعيداً عن طريقة «الترقيع الوزارى»، التى شكل بها محلب حكومته السابقة.. وإذا كان رئيس الوزراء ما زال يحظى بقبول الرأى العام، وأنا منهم، فما أخشاه ما قاله لى أحد وزرائه أيام حكومة الببلاوى: مَن ترشح لرئاسة الحكومة؟ فقلت له: إبراهيم محلب، فعقب الوزير «محلب مقاول شاطر».. نقطة ومن أول السطر.

arabstoday

GMT 04:54 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

فوق سور الصين

GMT 04:53 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

المُتنبّي ولامين يامال!

GMT 04:51 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

هل ما زال ممكناً تلافي تجدّد الحرب؟

GMT 04:50 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ديمقراطية الاستعراض والترفيه

GMT 04:48 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن والاستراتيجية المنتظرة لمكافحة الإرهاب

GMT 04:47 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مروان البرغوثي... في حالة السلم والحرب

GMT 04:45 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ترمب وشي... قمة مستقبل الصراع

GMT 04:44 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القوى الثلاث بعد خروج إيران

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محلب والزند و«الترقيع الوزارى» محلب والزند و«الترقيع الوزارى»



النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

أبوظبي - العرب اليوم

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت
 العرب اليوم - تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 02:04 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي
 العرب اليوم - اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي

GMT 06:50 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إغلاق مؤقت لمطار أليكانتي في إسبانيا بعد رصد طائرة مسيرة

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مطار كراسنودار يطلق رحلات مباشرة إلى مصر

GMT 02:15 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يراوغ مجددًا بشأن مشاركته مع الأرجنتين في كأس العالم 2026

GMT 07:12 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

علاء مبارك يتحدث عن "أدق وصف" للوضع في غزة

GMT 10:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

GMT 06:04 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الفرنسي يلاحق المتنمرين ضد زوجة ماكرون

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 06:02 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شقيقين في غارة إسرائيلية جنوبي لبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab