بقلم:د. وحيد عبدالمجيد
أحسنت هيئة تحرير فصلية «أحوال مصرية»، التى تصدر من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عندما خصَّصت عددها الأخير «يوليو-أكتوبر» لموضوع الموسيقى باعتبارها صوت الشعوب، وعلى أساس أن المجتمعات التى لا تملك صوتًا لا تُرى كما كتبت رئيسة التحرير أمل مختار فى افتتاحية العدد. فقد أصابت فى حديثها عن أن صوت الموسيقى يُعد من أهم صور تعبير المجتمعات عن نفسها، وأن مصر أطلقت هذا الصوت منذ القدم، وأن الفلسطينيين يقاومون أشد أنواع الاحتلال إرهابًا بالغناء والفن كما بالصمود والبقاء فى أرضهم.
ويتضمن العدد دراستين وملفًا ثريًا وملحقًا عن «الأغنية المصرية .. بانوراما المكان والزمان والميديا». ومن أهم مقالات العدد مقال فرح شوقى الجميل «القضية الفلسطينية فى الأغنية المصرية من النكبة إلى طوفان الأقصى». وفيه جواب عن سؤال أُثير فى تعليقات عدة على اجتهاد 18 أكتوبر الماضى «الفن فى مواجهة الاستعمار»، وهو أين الفن المصرى والعربى عمومًا من حرب إبادة قطاع غزة والصمود الذى يرقى إلى مستوى المعجزة.
ويمكن تلخيص هذا الجواب فى أن طوفانًا من الأغانى, حسب تعبير كاتبة المقال, انطلق يدافع عن أصحاب الحق بكلمات وألحان صادقة». ومنها مثلاً أوبريت «راجعين» الذى شارك فيه 25 فنانًا وفنانة من عدد من الدول العربية خاصةً مصر مثل أمير عيد، ومروان موسى، ومروان بابلو، وعفروتو، ودينا الوديدى، ودينا وائل. ويظهر فى فيديو هذا الأوبريت الفنانون المشاركون بزى أسود وكوفية فلسطينية بينما تقول الكاتبة إنه «مزيج من الحزن والأمل فى العودة وتأكيد الهوية». وهناك أيضًا أغنية «من فوق سابع سما» للفنان على الحجار، وأغنية «غصن الزيتون» للفنان أحمد سعد، وأغنية «الهوية عربى» للفنان هانى شاكر وفيها إهداء إلى الشعب الفلسطينى الصامد وأرواح الشهداء، وأغنية «تلك قضية» للفنان أمير عيد عن ازدواج معايير الغرب، وأغنية «روح الروح» لفرقة مسار إجبارى عن واقعة استشهاد طفلة سماَّها جدها روح الروح.
لم يُقَصر الفنانون المصريون، إذًا، فى التفاعل مع حرب الإبادة والصمود البطولى لأهل غزة ومقاومتها، ولكن قصَّر الإعلام العربى فى نقل أغانيهم والتعريف بها.