بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
هل كانت إقالة مستشار الأمن القومى الأمريكى مايك والتز ونائبه أليكس وونج التعبير الوحيد عن وجود خلافات فى إدارة الرئيس ترامب؟ وهل كانت لقاءاته غير المعلنة مع رئيس الوزراء الصهيونى نيتانياهو السبب الأساسى لإقالته أم الخطأ الذى ارتكبه عندما أضاف صحفيًا إلى مجموعة نقاش تضم عددًا من كبار المسئولين فى الإدارة؟.
ليس واضحًا بعد هل استُبعد والتز ونائبه لأنهما يشاركان نيتانياهو موقفه الداعى إلى تدمير البرنامج النووى الإيرانى عسكريًا بدل التفاوض مع طهران أولاً, وهل يوجد فى الإدارة آخرون يؤيدون هذا الموقف. يصعب الجزم تأكيدًا أو نفيًا، خاصة فى ضوء عدم استبعاد والتز كليًا، إذ عُين ممثلاً للولايات المتحدة فى المنظمة الدولية. ولدينا فى الوقت نفسه علامة استفهام بشأن موقف وزير الخارجية ماركو روبيو بسبب تكليف ستيف ويتكوف مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط بمهام تدخل فى نطاق عمل وزارة الخارجية.
قد لا يكون هذا مقصودًا، ولكنه ملحوظ. فقد وُسع نطاق اختصاص ويتكوف ليشمل شرق أوروبا إلى جانب الشرق الأوسط، إذ كُلف بالمهام الأساسية فى جهود السعى إلى حلٍ يُنهى الحرب على أوكرانيا. ويتكوف مُتخم بالمسئولية عن ثلاثة ملفات كبرى. لا يعنى هذا بالضرورة أن روبيو يشارك والتز ووونج موقفهما المتشدد الذى يُرجح أنه السبب الأساسى فى إقالتهما. ولكن هذا غير مستبعد أيضًا.
هناك، إذن، مؤشرات تدل على احتمال وجود خلافات فى إدارة ترامب بين نهج «معتدل» يؤيده نائب الرئيس جى دى فانس والمبعوث ويتكوف ويفضله ترامب شخصيًا، ونهج آخر «متشدد». ولكن هذه المؤشرات ليست كافية، خاصةً فى ضوء نفى ويتكوف وجود خلافات مع روبيو. فقد قال لصحيفة «برايتبارت نيوز» إنه وروبيو صديقان تجمعهما علاقة صداقة قديمة وليست روابط العمل فقط. كما لا يوجد ما يدل على أن روبيو ينتمى إلى تيار «المحافظين الجدد» الذى شن ويتكوف هجومًا شديدًا ضده، واتهمه بأنه يريد تغيير توجهات إدارة ترامب تجاه إيران وروسيا لاعتقاده أن الحرب هى السبيل الوحيد لحل أى مشكلة.
والحال أنه ليس سهلاً حتى الآن إثبات ـ أو نفى وجود خلافات فى إدارة ترامب.