بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
لست أبدا ممن «يستسهلون» مخاطبة رئيس وزراء مصر، لأننى أعلم عظم مسئولية هذا المنصب الجليل! فضلا عن أن د. مدبولى يقدم بلا شك نموذجا مدهشا للعمل الدائب، فى صمت وتفان وإخلاص. غير أننى أكتب هذه الكلمات، بشأن موضوع سبق وأن كتبت عنه من قبل، وأخاطب - هذه المرة- د.مدبولى رأسا به.. لماذا؟ ،لأنه يتعلق بمسألة بالغة الأهمية، سياسيا ووطنيا، وهى «الثقة» بين المواطن والدولة، ممثلة فى الحكومة. فإذا كان المواطن يثق فى الدولة، فى سياساتها العامة ومشروعاتها، ووعودها فعلى الدولة... على «الحكومة» أن تكون محلا لتلك الثقة، وتوفى بتلك الوعود! إننى هنا يا د. مدبولى أعيد الحديث عن المشروع العمرانى الكبير،الذى سبق أن طرحته هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وجهاز التجمع الخامس، شرق القاهرة، تحت اسم جميل وجذاب وهو «بيت الوطن»! متوجهة به بالذات إلى المصريين الذين اغتربوا طويلا فى الخارج، ثم عادوا إلى حضن بلدهم، إلى مصر، يبحثون عن مسكن ملائم، فأتاحها لهم مشروع «بيت الوطن»، من خلال عقد بديع يفيد الطرفين: يوفر للمغترب منزلا ملائما بجميع مرافقه الداخلية، فى إطار حى سكنى تتوافر فيه خدمات تلك المرافق من إمدادات الكهرباء والمياه والصرف الصحى، فضلا عن إطار طبيعى راق، يماثل الوضع القائم الآن فى التجمع الخامس القريب منه، من شوراع نظيفة ممهدة ومرصوفة جيدا، وخضرة وأشجار رائعة.. إلخ. ويفيد – من ناحية أخرى - الدولة المصرية بالحصول على حصيلة وفيرة من ثمن تلك الوحدات بالعملة الصعبة، التى دفعت مقدما دفعة واحدة. غير أن المشكلة - بل المأساه - التى أستصرخ بسببها د.مدبولى، هى أن أولئك المصريين الذين دفعوا مقدما، وبحسن ظن ثمرة عملهم وشقائهم بالخارج، لم يجدوا أبدا حتى الآن: لا الشقق التى سعوا للحصول عليها، ولا الأحياء المكتملة النظيفة التى حلموا بها... ويقينى أن الدكتور مصطفى مدبولى، سوف يعالج بهمته ودأبه الرائعين تلك المشكلة، ويحافظ على الثقة بين المواطن والدولة!.