بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
الصورة التى تصدرت صحف صباح أمس الأول (17/6) للرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو يتفقد إحدى السيارات المصنعة محليا فى الهيئة العربية للتصنيع، عند اجتماعه مع اللواء مختار عبداللطيف، رئيس مجلس إدارة الهيئة… أثارت فى ذهنى ذكريات ومشاعر كثيرة. فموضوع «السيارة الشعبية» مثلا كان من أول الموضوعات التى تناولتها فى الصحافة (عام 1972..!) والأهم من ذلك أننى من الجيل الذى عاصرفى صباه حلم إنتاج سيارة مصرية فى عهد جمال عبدالناصر وهى السيارة «رمسيس» التى حرصت على أن أذهب لمشاهدتها معروضة بميدان التحرير فى عيد الثورة العاشر فى يوليو 1962..، وأنا فى الخامسة عشرة من عمري!..لكن هذا كله توقف مع دخول شركة فيات الإيطالية التى أقامت مصانعها «للتجميع»! مع مكون محلى محدود، أعتقد أنه تركز فى المقاعد وبعض العناصر الثانوية الأخرى، وغرقت الأسواق المصرية بفئات فيات المختلفة بأسعارها الزهيدة واختفت معها أحلام السيارة المصرية. إن لصناعة السيارات تاريخا مثيرا فى العالم.. وفى حين تركزت بداياتها القوية فى الولايات المتحدة وأوروبا (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا...)، فإن دولا خارجهما أخذت اليوم تنازعهما بقوة مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند والمكسيك وإسبانيا والبرازيل ...إلخ.. ولا نرى ضمن هؤلاء إلا بلدا عربيا واحدا هو المغرب. فى هذا السياق فإن لى رجاءين أو أمنيتين: أولهما، أن نحاول بجدية، مد التصنيع المحلى ليشمل- ولو تدريجيا- المكونات الميكانيكية الأكثرأهمية فى السيارة، وفى مقدمتها «الموتور»، الذى يستلزم صناعة معدنية متقدمة. أما الرجاء أو الأمنية الثانية فهى أن ندخل بقوة إلى عالم السيارات «الكهربية» التى لاتزال آفاقها مفتوحة على مصراعيها! ويقينى أن كوادرنا من العمال والفنيين والمهندسين، فى القطاعين الخاص والعام، قادرون على ذلك، فهل نستدعيهم.. هل نشجعهم.. فعلا لا قولا.... هل نفعل..؟.