بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
لدى – منذ الصغر- شعور ودى خاص تجاه «روسيا»، يعود إلى سنوات عمرى المبكرة ، ربما أشرت إليه سابقا! هل تعلمون سببه..؟ إنه « الإنذار الروسى»! حقا، كان عمرى تسعة أعوام ونصف العام تقريبا، عندما بدأت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عدوانهم (الذى عرف بالعدوان الثلاثى) على مصر فى 29 أكتوبر1956عقابا لها ولجمال عبد الناصر، لتأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956. وقد كنت في الحقيقة منغمسا بكل وجدانى في تلك الوقائع المثيرة خاصة مع الزخم الإعلامى الهائل الذى صحب تلك التطورات، وأينعت فيه مجموعة من أجمل الأناشيد والأغانى الوطنية! ومازلت أتذكر جيدا المقاومة المجيدة من شعب بورسعيد للقوات البريطانية والفرنسية التي بدأت غزوها في 29 أكتوبر! أما نحن, بالقاهرة, فقدعرفنا غارات الطائرات المعادية ليلا ونهارأ. وفى وسط هذه الأجواء المشحونة، أصدر المارشال بولجانين، رئيس وزراء الاتحاد السوفيتى في ذلك الوقت إنذاره الشهير، للدول الثلاث المعتدية، والذى تصدر الصفحات الأولى للصحف المصرية صباح يوم 5 نوفمبر! وكان نص الإنذار..»السيد دافيد بن جوريون إن الحكومة الإسرائيلية المجرمة، التي تفتقر إلى الشعور بالمسئولية، تتلاعب الآن بأقدار العالم وبمستقبل شعبها بالذات. السيد أنتونى إيدن، السيد جى موليه، ترى الحكومة السوفيتية أنها مضطرة إلى لفت نظركم إلى الحرب العدوانية التي تشنها بريطانيا وفرنسا ضد مصر، والتي لها أوخم العواقب على قضية السلام. كيف كانت بريطانيا تجد نفسها ،إذا هاجمتها دولة أكثر قوة، تملك كل أنواع أسلحة التدمير الحديثة؟ إن هناك دولة الآن لا يلزمها إرسال قوة بحرية أو جوية إلى بريطانيا، ولكن يمكنها استخدام وسائل أخرى مثل الصواريخ. إننا مصممون على سحق المعتدين، وإعادة السلام للشرق الأوسط بالقوة. إننا نأمل في هذه اللحظة الحاسمة، أن تأخذوا حذركم، وتفكروا في العواقب المترتبة على ذلك». هل عرفت عزيزى القارئ سبب تقديرى العميق لروسيا الصديقة؟!.