بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
من هو «جون لوجى بيرد» الذى أحب أن أتحدث عنه اليوم..؟ إنه -عزيزى القارئ - المخترع الاسكتلندى الفذ الذى نقل- لأول مرة فى التاريخ - فى معمله ، فى مثل هذا اليوم (2 أكتوبر) منذ مائة عام، أى فى 1925 أول صورة تليفزيونية.. و فى 26 ينايرعام 1926 قدم أول عرض للتليفزيون بالشكل الأولى لما نعرفه اليوم أمام خمسين عالما فى لندن. وفى 1927 أمكن رؤية إرساله التليفزيونى عبر خط تليفونى يمتد 438 ميلا من لندن إلى جلاسجو، وشكل بعدها شركته للإرسال التليفزيونى. وفى سنة 1928 تمكنت الشركة من نقل أول صورة تليفزيونية من لندن إلى نيويورك، عبر المحيط الأطلنطى، وكذلك أول إرسال تستقبله سفينه فى عرض المحيط .لقد كانت تلك هى البدايات الأولى لما نعرفه اليوم من تواصل آنى، شديد الوضوح، للصورة التليفزيونية الملونة، فائقة الدقة المنقولة لحظيا عبر القارات، بواسطة مئات أو آلاف الأقمار الصناعية السابحة فى الفضاء الخارجى، بما فى ذلك أحداث تنقل «مباشرة»! لنشهدها ونحن جلوس على الأرائك فى بيوتنا. إنه مشهد ربما لم تتخيله الأجيال الماضية على الإطلاق. غيرأن هذا كله «كوم» وما حملته وتحمله تطورات الإنترنت «كوم آخر» كما يقال! خاصة مع ظهور ثم ازدهار شبكات التواصل الإجتماعى، التى أخذت تنازع بل وتزيح التواصل الرسمى (إن صح ذلك التعبير!), إننى أبوح بهذه الخواطر وأنا اسأل نفسى: هل ياترى يدرك شبابنا معنى ومغزى هذه التطوات؟ وكيف يتفاعلون معها..؟ هل ندرك – مجتمعا و دولة - مدى خطورة وأهمية ذلك الجهاز الصغير الموجود الآن فى يد كل مواطن فى مصر، بلا استثناء؟ إننى هنا أكرر، ملحا، مناداتى بأن تكون هذه الحقائق والأوضاع محل بحث جاد، لبحث ملامحها، وتقدير آثارها وتحديد وسائل التعامل معها. هذه عزيزى القارئ بعض ما أوحت لى به الذكرى المئوية التى نصادفها اليوم لأول إرسال تليفزيونى فى التاريخ على يد جون بيرد!