بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
فى صدر الصفحة الأولى من «الأهرام» يوم أمس (8/12) كان الموضوع الرئيس بها هو..«استراتيجية لمواجهة الشائعات»..! وذلك فى معرض عرضها لاجتماع د. مصطفى مدبولى، الذى تم فى الأول من أمس، بحضور عدد من الوزراء ورؤساء بعض الهيئات المعنية، وكان على رأس جدول أعماله «التصدى للشائعات الممنهجة والأخبار الزائفة، التى تهدف إلى إحداث بلبلة فى المجتمع، من خلال آليات محددة لذلك الغرض ...إلخ». حسنا.. هذا موضوع مهم جاد ومثير جدا! كما أن الشائعات تعرفها - بشكل عام - كل الدول والمجتمعات فى الدنيا كلها، وتمس كل الأفراد والفئات الاجتماعية. كما أن ظاهرة الشائعات خضعت لدراسات علمية كثيرة، وتناولتها كثير من المؤلفات...إلخ. (وهل تتذكرون - بتلك المناسبة - الكتاب الشهير، لرجل المخابرات العامة الأسبق فى مصر «صلاح نصر» بعنوان «الحرب النفسية.. معركة الكلمة والمعتقد»، الذى تحدث فيه عن اصطناع الشائعات كإحدى وسائل الحرب النفسية بين الدول..؟). وأستطيع أن أقول - بتبسيط شديد - إن الشائعات تظهر وتنتشر أساسا عندما تغيب أو تلتبس أو تغمض الحقائق! فعندما تدخل فى حجرة مظلمة تماما، لا ترى فيها شيئا ..تنتابك الـتصورات والأوهام الكثيرة...عما هو موجود حولك، فإذا أضىء النور.. وشهدت بعيونك كل شىء، لم يعد هنا محل لتخيل أو تصور أشياء أو أمور غير موجودة!. ولذلك فإننى أحيى ما نقل عن د. مدبولى من تأكيده أن التصدى للشائعات الممنهجة والأخبار الزائفة يتم من خلال آليات محددة على رأسها... «نشر الحقائق والبيانات الصحيحة»، أى بعبارة أخرى «إضاءة الأنوار»! حسنا يادكتور مدبولى، هذا كلام رائع، أتمنى أن يجد تطبيقه على أرض الواقع ...كأن تعقد مؤتمرا صحفيا دوريا- شهريا مثلا - تجيب فيه على كل التساؤلات و«الشائعات» التى تروج عن القضايا والموضوعات والمشكلات العامة! سوف تكون تلك خطوة ونقلة كبيرة رائعة، لا أشك أبدا فيما سوف تلقاه من ارتياح وتجاوب من الغالبية الساحقة من المواطنين!.