بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
هل قرأتم ــ أعزائى القراء ــ الخبر الذى نشر في الاهرام أمس (28/10) بالصفحة السادسة، تحت عنوان « الفاشر تحت القصف والجوع..اتهامات بالتطهير العرقى، والمجتمع الدولى يطالب بممر آمن»...؟ سوف أورد هنا بعض ما جاء فيه !..«أعربت الأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء مصير مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين مطالبة بوقف فورى لإطلاق النار، وتوفير ممر آمن لوصول المساعدات الإنسانية»!. و«اتهمت شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع بارتكاب «مجزرة بشعة، وتصفية العشرات، بالإضافة إلى نهب المستشفيات والمرافق الطبية»! ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش معارك الفاشر بأنها «تصعيد مروع للنزاع» .إن ما يحدث في السودان اليوم يوصف لدى عديد من المراقبين والمحللين بأنه «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»! نعم ...أسوأ أزمة إنسانية في العالم..! ولماذا نذهب بعيدا...فقط يمكنكم أن تشاهدوا على شاشة التليفزيون، الحالة المروعة للفاقة والبؤس والجوع والمرض التي تعيش فيها قطاعات واسعة من السودانيين، فى بلد كان يوصف بأنه سلة الطعام ..ليس فقط لإفريقيا، أو للعالم العربى بل للعالم كله! إننى على يقين من أن المؤسسات المعنية في الدولة المصرية تتابع هذه التطورات في جنوب مصر بكل الاهتمام. وفى هذا السياق، فإن ما جاء في خبر الأهرام المشار إليه أيضا، من تصريح لخالد الأعيسر وزير الثقافة والإعلام السودانى، من أن «التمرد الذى حاول إشعال نار الفتنة انهار وهزم، وأن البلاد في خواتيم التحدى»! ينطوى على أنباء طيبة.. تتسق مع موقف مصر الداعم بكل قوة «لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفضها القاطع لأى محاولات من شأنها تهديد أمنه أوالنيل من تماسكه الوطنى، أو تشكيل أي كيانات حكم موازية لحكومة السودان الشرعية» وفق ما أعلنته وأكدته الرئاسة المصرية عقب استقبال الرئيس السيسى الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، في زيارته الأخيرة مصر في منتصف هذا الشهر. كان ذلك وسوف يظل دائما موقف مصر إزاء السودان الشقيق.