بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
فى يوم 20 نوفمبر 2023، وفى هذا المكان كتبت كلمتى بعنوان «أين العرب» تعليقا على مقال شهير قديم،كان قد كتبه أستاذ أمريكى بارز، فى العلوم السياسية من أصل لبنانى - شيعى، رحل عن عالمنا فى عام 2014، بعنوان «نهاية القومية العربية» فى إحدى الدوريات الأمريكية المهمة فى العلوم السياسية: «ذا نيو ريببلك»، وكان ذلك فى عددها بتاريخ أول يوليو 1991 (أى منذ نحو 35 عاما) أثار فى حينه ضجة من العرب الذين تحمسوا كثيرا لدعوة «القومية العربية» التى وصلت لذروتها فى خمسينيات القرن الراحل مع دعوة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وشعبيته الجماهيرية الجارفة فى ذلك الحين. لقد كنت قد كتبت هذه المقالة منذ نحو العامين تعليقا على مارأيته من حالة السلبية أو الانصراف لدى كثيرمن الشعوب والحكومات العربية عما يحدث فى غزة، بل والانشغال أساسا بقضايا محلية أو ثانوية أساسا! وذلك مشهد يختلف جذريا عن الدعم اللامحدود الذى تقدمه الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإسرائيل، بسخاء منقطع النظير.
وبصراحة.. فإن الأمر يبدو لى مؤلما ومحبطا للغاية، فى ظل حالة الثراء الكبيرة التى تشهدها بعض البلدان العربية، والتى أنعم الله عليها بثروات هائلة! ويوجد بها بعض من أكبر المليارديرات فى العالم! ومرة أخرى أجدنى مدفوعا ومضطرا إلى أن أعرب بكل صراحة،عن الإحباط والدهشة والألم.، إزاء ما نشهده الآن يوميا من مظاهر «حرب التجويع» الشائنة التى يتعرض لها أهلنا فى غزة الآن، ومن مآسى الرضع، والأطفال الذين هم مجرد « جلد على عضم»! كما يقول التعبير المصرى الشائع! أين العرب...أين المليارات...، ألا يجدر بالعرب إنفاق نسبة ولو ضئيلة للغاية لمجرد سد جوع هؤلاء الذين يقفون فى طوابير الغذاء المهينة، والذين لا ترحمهم العنصرية الصهيونية البغيضة..؟ هذه كلمة، بل صرخة احتجاج، من المواطن «المصرى» كاتب تلك السطور!