بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
يوم أمس (25 أكتوبر) صادف الذكرى الـ 136 لمولد أحد أكبر زعماء ورموز الحركة الوطنية المصرية في القرن العشرين، إنه: وليم مكرم جرجس ميخائيل عبيد الشهيربـ«مكرم عبيد باشا»! لقد لازمنى اسم مكرم عبيد منذ نشأتى صغيرا، لأن أبى، أستاذ اللغة العربية، كان شديد الإعجاب ببلاغة مكرم عبيد وموهبته الخطابية الفذة، وكثيرا ماكان يلقى على مسامعى بعضا من عباراته الشهيرة، والتي تضمن بعضها كتابا أتذكر أن اسمه كان «المكرميات»!
ومن عباراته المأثورة «اللهم يارب المسلمين والنصارى،اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصارا، واجعلنا نحن نصارى لك وللوطن مسلمين». وقوله..«إننى كما أقرأ الإنجيل أقرا القرآن، وأستشهد بآياته، بل وأتعظ بعظاته، لأننى أومن بالواحد الديان، سبحانه في كمال علمه وصفاته».
لقد ولد مكرم عبيد لعائلة مسيحية مرموقة في قنا، ودرس القانون في جامعة أكسفورد وانضم لـ «الوفد المصرى» في الثلاثين من عمره فى1919 ونفى مع سعد زغلول إلى جزيرة سيشيل في دسيمبر1921، وعاد في 1923 حيث رشح نفسه عن دائرة قنا في نفس العام، فاز فيها بالتزكية. كما صحب سعد زغلول في رحلته إلى لندن للتفاوض مع رئيس الوزراء البريطاني رامزى ماكدونالد. وفى نوفمبر 1924 اعتقل بتهمة التحريض على قتل السردار لى ستاك (القائدالإنجليزى للجيش المصرى في ذلك الحين).
وبعد وفاة سعد زغلول في أغسطس 1927، ولدى تشكيل مصطفى النحاس لوزارته، عين مكرم عبيد وزيرا للمواصلات، ووزيرا للمالية عدة مرات. وفى عام 1935 أصبح مكرم عبيد سكرتيرا عاما لحزب الوفد، فكان من أبرز قياداته شعبية بين المصريين. غير أن الخلاف بين مكرم عبيد ومصطفى النحاس، بسبب نشر مكرم عبيد لـ «الكتاب الأسود» الذى ضمنه ما رآه تجاوزات من حكومة النحاس، كان سببا لإسقاط عضوية مكرم من البرلمان! ولم تكن مصادفة أن يحدث ذلك كله قبل شهور قليلة من «حركة الجيش المباركة» في 23 يوليو 1952 .