بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
هذا أمر غريب وسخيف، شعرت بالخجل لأننى لم أعرف به إلا مؤخرا، عندما اطلعت مصادفة على أخباره فى الصحف! فكما قرأت فى المصرى اليوم (29/9) قولا لآلاف من أهالى قرى الفتاح، وعزبة أبوسعد ومنشية الدواغر التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية أنهم «منذ سنوات طويلة.. (لاحظ: منذ سنوات طويلة!) ونحن نجلب المياه من قرى مجاورة. ،أو نستخدم مصادرغير صالحة للاستخدام الآدمى، كما أن أقرب مصدر للمياه يبعد عنا 2 كيلو متر! و«نفسنا نشرب كوب مية نظيف!» وأنه منذ التسعينيات(؟!) لم تصل إليهم مياه الشرب! وبالفعل، عندما رجعت إلى المصادر المتاحة فى العقد الأخير تبينت أن هناك بالفعل مشكلة مزمنة بالشرقية لا تتعلق فقط بمياه الشرب، بل الأدهى من ذلك أنها تتعلق أيضا بمياه الرى للأرض الزراعية، فى مصر «هبة النيل»! وقد لفت نظرى قول المهندس إبراهيم الطحاوى رئيس قطاع مياه الشرب بمركز الحسينية.. «أن تلك القرى تقع ضمن نطاق الظهير الصحراوى, ولاتزال خارج نطاق تغطية الشبكة العامة لمياه الشرب بالوقت الحالى، لصعوبات تتعلق بالتكلفة العالية لمد الشبكات إلى تلك المناطق النائية»!! ماذا تقول ياسيادة المسئول الجليل «مناطق نائية»..؟ نائية نسبة إلى ماذا..؟ هل توجد الحسينية على الحدود الليبية..، أو هى مجاورة للنوبة بعد السد العالى..؟ ثم إن الأمر الأهم هنا هو الحديث عن «التكلفة العالية»..! أنك سيادة المسئول تعلم طبعا أن هناك الآن فى مصر مشروعات قومية عملاقة، تتجاوز تكلفتها مئات بل ربما آلاف المرات تكلفة توفير مياه الشرب النظيفة، ومياه الرى بالشرقية. أيها السادة المسئولون، جوهر السياسة هو معرفة الأولويات، لأن الموارد محدودة والحاجات لا محدودة! ولذلك فإن الأولوية الواجب احترامها والوفاء بها على الفور فى الشرقية هى توفير مياه الشرب النقية، ومياه الرى الكافية.. بلا حجج ولا مبررات!.