بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
في مقدمة الحقائق التي تسعدنى، وأعتز وأفخر بها كثيرا كمصرى، المكانة الرفيعة التي يحظى بها الطب المصرى والعلاج المصرى، والاستشفاء في أرض مصر، خاصة أن مهنة الطبيب أو «الدكتور» كانت ولاتزال في مقدمة تفضيلات الأسر المصرية وبناتها وأبنائها المتفوقين. وهو ما جعل مصر أحد المقاصد الهامة للعلاج عربيا وإفريقيا! غير أن ما أتحدث عنه هنا، هو أيضا ما يسمى «السياحة العلاجية»، في عديد من المواقع التي يقصدها السائحون من شتى بقاع العالم. وقد شهدت بنفسى، بعض أشكال تلك السياحة العلاجية، منذ نحو عشر سنوات في واحة سيوة، التي يقوم الممارسون لها، بتغطية جسم طالب العلاج، بالرمل الساخن فى جو الواحة الدافئ ،ساطع الشمس، للشفاء من بعض أمراض الروماتيزم،وغيرها. أقول تلك المقدمة الطويلة بعد أن قرأت عن الخطة الحالية للدولة «التي تستهدف جذب جذب 200 ألف سائح سنويا»..، بعائدات تقدر بنحو 1.2 مليار دولار...؟!هذا طموح رائع..، وأتمنى أن تتوافر المقومات التنظيمية والإدارية لتحقيقه وتجنيبه العوائق البيروقراطية! وما قرأته يحمل في الحقيقة أنباء مبشرة ، مثل استحداث تأشيرات خاصة للسياحة العلاجية، تسهل دخول المرضى ومرافقيهم وتصميم وإتاحة برامج بأسعار تنافسية تحافظ في نفس الوقت على مستوى عال لتلك النوعية من السياحة. إن مصر تنعم والحمد لله، بسبب طبيعة مناخها وأرضها، بالرمال السوداء، والعيون الكبريتية، الموزعة بين عدد من مواقعها ومحافظاتها. وفى هذا السياق فإن المطلوب بإلحاح – كالعادة- هو وجود الكوادر الطبية والفنية، وجميع العاملين المدربين الأكفاء القادرين على تقديم تلك الخدمات فائقة الخصوصية، ومرتفعة العائدات. إنها – في النهاية- توفر بلا شك دخلا كبيرا يسهم في دعم خدمات التأمين الصحى الشامل الذى يقع في مقدمة أهداف الدولة المصرية ودعم منظومة التأمين الصحى الشامل لكل أبناء مصر!.