بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
أليس جديرا بنا اليوم أن نكرم، وأن نحتفى بالفنان، وزير الثقافة المصرى الأسبق المرموق فاروق حسنى..؟ لقد قرأت حواره فى أهرام الأمس (3/11) مع هاجر صلاح، فكان حديثه ممتازا! هل تعلمون لماذا...؟ لأنه كان حديثا صافيا، جريئا وصادقا! إن فاروق حسنى (الذى يبلغ هذه السنة عامه السابع والثمانين) لم يقل إنه كان يفكر ويخطط منذ زمن طويل لبناء المتحف، ولكنه كان صادقا، وواضحا وبسيطا فقال إنه عندما كان فى باريس، سأله صديق إيطالى، ساخرا.. «ماذا سوف تفعلون بمخزن التحرير..؟» (يقصد به المتحف المصرى الأقدم فى ميدان التحرير، الذى أسسه عالم الآثار الفرنسى أوجست مارييت فى عام 1835) وواضح أن صديقه الإيطالى كان يشير (لفاروق، الذى كان مديرا للأكاديمية المصرية فى روما) إلى صغر حجم ذلك المتحف، بالنسبة للكم الهائل من الآثار المصرية الموجودة على أرض مصر، والتى يتزايد عدد مايكتشف منها باستمرار..! غير أن فاروق بادره بالقول ..«إننا بالفعل سوف نبنى أكبر متحف فى العالم»! إنه فى الحقيقة شعربجرح فى كبريائه كمصرى يحب بلده، تاريخها وحضارتها. هذه قصة عظيمة الدلالة..! ولكنها فى تقديرى غير مستغربة من فاروق حسنى! إننى أتذكر ردود فعل بعض المثقفين الذين ساءهم بشدة اختيار فاروق لمنصب الوزارة، ولكننى أتذكر أيضا الموقف الشجاع والصادق لكاتبنا ومفكرنا الراحل الكبير الأستاذ أحمد بهاء الدين الذى دافع بقوة عن اختيار فنان وزيرا للثقافة . وتشاء الظروف أن يصبح فاروق حسنى أطول وزراء الثقافة شغل المنصب وأن تتوالى إنجازاته، وأيضا أن تعوقه بعض الأخطاء العادية، ولكن، وبعد سنوات طويلة، وبعد أن خرج فاروق إلى التقاعد تشاء الأقدار أن يتحقق حلمه وحلم مصر كلها، «المتحف المصرى الكبير». تحية وتقديرا مستحقين لما أراه بحق «ظاهرة فاروق حسنى»: الفنان والمثقف المناضل المبتسم دائما والمتفائل دائما، فاروق حسنى.