بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
من بين الأخبار العديدة، المهمة، التى حفلت بها صحف الأمس، لفت نظرى بشدة الخبر الذى قرأته عن «نجاح طلاب كلية الهندسة، بجامعة الإسكندرية، فى ابتكار «نموذج أولى متكامل، لنظام جراحى روبوتى، منخفض التكلفة، وذى دقة عالية». نعم..، وبكل صراحة، ووضوح، وسرور...ذلك مثال واضح للأخبار والأنباء التى أتمنى أن أسمعها وأقرأها وأشاهدها كل يوم، من كل أنحاء مصر، من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها. إننى لا أمل أبدا من التذكير مرارا، بالحقيقة التى نعرفها جميعا، وهى أن ثروة مصر الحقيقية، الأولى والأخيرة هى أبناؤها...، ناسها وشبابها، عقولها وحضارتها، أكثر من أى «موارد» أخرى زراعية أو صناعية، أو خدمية، منذ أقدم العصور! (ألسنا عندما نحفرأرضنا لا نعثرمثلاعلى كميات هائلة من معادن أوبترول.، ولكننا نعثر على آلاف من مقابر وتوابيت و كنوز اجدادنا القدامى.؟)! والاستثمار فى البشر، فى الشباب بالذات، هو الاستثمار الأولى على الإطلاق فى مصر: تعليما وتدريبا وتثقيفا. ولذلك فإننى، لا أكرر فقط سعادتى بأخبار «روبوت» هندسة الإسكندرية، وإنما أتمنى أيضا أن نسمع أخبارا مشابهة عن جامعات مصر الأخرى: القاهرة وعين شمس وأسيوط والمنصورة ....إلخ). وبصراحة شديدة، فإننى أتمنى أن نعطى – دولة ومجتمعا - الاهتمام الواجب بأن تعود جامعات مصر، لتتخذ مراتب أعلى بكثير من مراتبها الحالية بين جامعات الدنيا، وأن تتنافس فيما بينها، تنافسا علميا جادا يؤهلها لتنافس دولى يتناسب مع تاريخها العريق الذى تصنعه عشرات من الأسماء العظيمة التى رسخت مكانتها العالمية بجدارة، بدءا من مصطفى مشرفة وزكى نجيب محمود، ويحيى المشد، ومصطفى السيد.. وحتى مجدى يعقوب وأحمد زويل وفاروق الباز...إلخ من أسماء فى ميدان العلوم الطبيعية، دون أن نذكرالعشرات من عمالقة الأدب والفن.. وعلى رأسهم الأديب العظيم صاحب نوبل نجيب محفوظ.!.. هذه مجرد خواطر، قد تكون حماسية بعض الشىء، ولكنها صادقة، بمناسبة روبوت جامعة الإسكندرية!