بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
بعدما كتبت أمس عن أستاذى وزميلى المبدع الرائع محمد سلماوى، أجدنى سعيدا وفخورا للغاية اليوم، وأنا أقدم هنا اليوم نموذجين رائعين، من جيلين مختلفين تماما، ولكن يجمعهما أنهما مصريان صميمان، من تربة مصر الخصبة، التى لم ولن تنضب أبدا، ولن تتوقف عن إنتاج وإبداع شموسها. النموذج الأول، الرائع، الذى أقدمه لكم اليوم هو الدكتور عمرو صلاح محمد.. هل تعرفون من هو..؟ ادخلوا من خلال الإنترنت، إلى موقع «معهد جيمى ورزالين كارتر للسلام وحل الصراعات» بجامعة جورج ميسون الأمريكية العريقة، وتابعوا حفل تخرج طلاب الدكتوراه الذى عقد بالجامعة يوم السبت الماضى (17 مايو) وشاهدوا واستمعوا إلى الكلمة الرائعة التى ألقاها، بكل ثقة وهدوء، باسم خريجى الدكتوراه بالجامعة من كل بلدان العالم، الطالب المصرى عمرو صلاح! لقد دمعت عيناى، وأنا أشاهد ابنى العزيز الذى كان من الشباب الواعدين معى بحزب الجبهة الديمقراطية، وعندما وصلته منحة الدكتوراه تردد فى قبولها، ولكننى شجعته على قبولها بلا تردد! غير أننى أخاطبه من هذا المنبر، وأتمنى ألا يغيب كثيرا عن بلده، عن مصر، ليعاود نشاطه، ولكن هذه المرة كأستاذ مرموق فى العلاقات الدولية فى الجامعات والمراكز البحثية المصرية. أما النموذج الثانى، البديع والرائع، فهو لابنة لسيدة دمياطية أصيلة، اسمها فجر صقر، كانت عضوا نشيطا بحزب الجبهة... سافرت، منذ نحو 15 عاما، مع زوجها صلاح مقلد إلى الولايات المتحدة بدعوة من أخيه الذى يعمل هناك، وعرفت أنها أنجبت هناك ابنة سماها أبوها باسم أمها الجميل، وحصلت بحكم الميلاد على الجنسية الأمريكية. ثم قلت، وندرت أخبار فجر، إلى أن أرسلت لى أخيرا رسالة تقول فيها، إن ابنتها فجر الصغيرة تخرجت هذا الشهر فى جامعة هارفارد، وكان ترتيبها الثالثة فى تخصص إدارة الأعمال بالجامعة العريقة! وكم كانت سعادتى بصورتها التى تظهر فيها مبتسمة سعيدة مع أمها، الفلاحة المصرية «فجر»!