بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
نعم.. هى محنة.. وأى محنة، تلك التي يعانيها الشعب السودانى! ولا يمكن لنا نحن المصريين أن نغفل أو نتغافل عن معاناة أشقائنا هناك، لقد بدأت آخر حلقات تلك المعاناة الطويلة مع اندلاع الصراع بين الجيش السودانى بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (الشهير بحميدتى!) في أبريل 2023. وفى مواجهة تحديات وعواقب ذلك الصراع الطويل والمرير، كان الاتفاق الأخير على عقد مؤتمر للرباعية الدولية (التي سبق تشكيلها من الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات) يستضيفه وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو، مع وزراء خارجية الدول الثلاث، في يوم الأربعاء القادم. غير أن الخارجية الأمريكية ألغت مؤخرا ذلك الاجتماع! وهو أمر قد يعود لأسباب عملية وإجرائية بحتة.
ولكن، ما يلفت النظر هنا في الحقيقة، هو ما كانت تعلقه الأطراف السودانية من آمال على ذلك الاجتماع! ذلك هو في تقديرى جوهر ما أسميه «المحنة السودانية»، أي الاعتماد على قوى خارجية في حل أزمات الوطن السودانى! نعم.. مالم يرد، ومالم يستطع السودانيون بأنفسهم حل مشكلاتهم، فلا يمكن التعويل أبدا على أية قوى خارجية، الولايات المتحدة أو غيرها! وذلك أيضا هو جوهر موقف مصر من جارتها الشقيقة والأقرب!
لقد لفت نظرى في التعليقات الكثيرة الأخيرة حول أوضاع السودان.. مانقل عن «عز الدين الصافى» الذى يوصف بأنه «مستشار أول قائد قوات الدعم السريع» قوله.. «نتطلع إلى أن تلعب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دورا محوريا في إيقاف الحرب في السودان بالتنسيق مع حكومة التنسيق والوحدة، بقيادة تحالف السودان التأسيسى، المعروف اختصارا باسم: «تأسيس»! هذا حديث لا بأس به، ولكن.. أيها الأشقاء الأعزاء، وفى النهاية..، لن يحل مشاكل السودان إلا السودانيون أنفسهم، بإرادتهم المستقلة. وفى هذا الإطار، يكون دعم أشقائكم المصريين بكل صدق وإخلاص.