بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
هذا - عزيزى القارئ -عنوان لمشروع كتاب كنت أحلم بإصداره منذ سنوات طويلة، ومازلت أتمنى أن يمهلنى الله الفرصة لتحقيقه! غير أن ما هو أهم من ذلك..، أن الأحداث والتطورات المهمة العديدة، التى وقعت فى العقود الأخيرة، سواء فى الدنيا كلها من حولنا.، وموقع مصر الحالى فى خضمها.. تدفعنى دفعا لإثارة هذاالموضوع.. وعدم تأجيله! إنها دعوة جادة جدا، وصادقة جدا.. منى، لأن نكف عن التهليل والغناء والفخر بأن مصر- بلدنا - هى «أم الدنيا»!.. دعوة لأن نقلل من التغنى بحضارتنا العظيمة منذ عهود الفراعنة قبل آلاف السنين، حتى نهضتنا الحديثة على يد محمد على وخلفائه! ناهيك بعد ذلك عن التغنى بإنجازات ثورة يوليو 1952 .. إلخ إنها دعوة أرفع بها صوتى للأمة المصرية ، وللشعب المصرى، قبل «الدولة المصرية»، لكى نتيقظ ونصحو، لننفض أوهامنا، ولأن نتواضع.. نعم نتواضع، ونسعى بكل جدية واهتمام لأن نتعلم..، وأكرر وأشدد «نتعلم» من خبرات وإنجازات الآخرين.. وعينى هنا بالذات على «الصين» نعم.. الصين، التى يبلغ عدد سكانها 1409 ملايين نسمة (أى لايزيد سكان مصرعن أحد أقاليمها الصغيرة)!. لقد استقلت الصين عام 1949 أى قبل ثورة يوليو فى مصر 1952، وأقامت على الفور نظامها الاشتراكى، الذى أقامته مصر بعدها فى منتصف الستينيات وقد سبق انفتاح مصر الاقتصادى في منتصف السبعينيات، انفتاح الصين فى أواخر السبعينيات، ولكن ما أدراك ما الصين اليوم؟ لقد أصبحت ثانى أكبر اقتصاد فى العالم بعد الولايات المتحدة، وأكبر مصدر فى العالم، كما توصف بحق بأنها أصبحت «مصنع العالم»! إننى أدعو أيها السادة إلى أن ندرس وأن نتعلم من الصين.، وأن نحول وجهات شبابنا وبعثاتنا، من أوروبا وأمريكا إليها، لعل ذلك يكون مدخلا ليقظة مستحقة لبلدنا العزيز مصر!