بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
وسط الأرقام الكبيرة التى تنهال على مشاهدنا وأسماعنا اليوم، التى تضمنتها رحلة الرئيس الأمريكى ترامب الأخيرة إلى بلدان الخليج، والتى وصفها بحق د.مصطفى جودة، فى مقاله بالأهرام يوم أمس(14/5) بأنها «رحلة اسطورية»!..، بناء على الأرقام المذهلة للصفقات التى عقدها رجل الأعمال الملياردير ترامب لمصلحة اقتصاد بلده، وإنقاذ شركاته الكبرى من عثراته! أقول.. إننى أجدنى مدفوعا للتنبيه بألا تنسينا هذه الأنباء المثيرة، ما حمله ولا يزال يحمله نفس ذلك التاريخ (14 مايو) من واقعة أخرى، لا أقول إنها أسطورية، بل هى واقعة مجيدة، وحدث جلل فى تاريخنا المعاصر- نحن المصريين- وكانت من أجمل وأنبل ما شهده جيلنا فى مثل ذلك اليوم من عام 1964 أى منذ 61 عاما. إنها أيها السادة، أيها الشباب، ذكرى تحويل مجرى نهر النيل، توطئة لإنشاء «السد العالى»، أحد أكبر المشروعات المائية فى العالم جنوب أسوان! نعم، كانت هناك أيضا أرقام «اسطورية»، ولكن ليس لأموال أو دولارات، وإنما لتلال الرمال والصخور المنهارة، ولتدفقات المياه العارمة من النيل التى وجدت طريقها لمجرى جديد، لأول مرة فى تاريخها الأزلى! هذا اليوم مازلت أتذكر وقائعه وكأنه حدث منذ سنوات قليلة..، وأتذكر ما سمعناه فى الإذاعة، وما شهدناه من صور فى صحف اليوم التالى، للرئيس جمال عبدالناصر وهو يقف مبتهجا سعيدا، وإلى جانبه رئيس الوزراء السوفيتى خروشوف، والرئيسان العراقى عبدالسلام عارف واليمنى عبدالله السلال. إن هذه الوقائع المجيدة من تاريخنا المعاصر جديرة بأن نستعيدها كل عام. وهنا أتساءل... هل تذكرت مدارسنا ذكرى ذلك اليوم؟ هل احتفل به إعلامنا المسموع والمرئى؟ تلك ذكريات وطنية جليلة جديرة بالاحتفال بها وتذكرها، وجديرة بتعليمها لشبابنا بالذات، كمقوم أساسى من التنشئة السياسية الواجبة... فهل يتم ذلك... سؤال أتمنى أن أعرف إجابته!