بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
يقيم الإسرائيليون الدنيا ..ولايقعدونها..، كما تقول العبارة الدارجة بشأن رهائنهم الذين مايزالو محتجزين لدى حماس فى غزة ..! والقضية الجوهرية التى يشدد عليها الرئيس الأمريكى ترامب فى جهوده وأحاديثه الكثيرة مؤخرا عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، هى قرب استعادة جميع الرهائن الإسرائيليين لدى حماس..، الأحياء منهم و الأموات والذين لا يزيد عددهم الإجمالى عن خمسين رهينة. كما أننا نشاهد يوميا الآن، على شاشات التليفزيون، المظاهرات المستمرة التى لا تتوقف تقريبا، فى القدس وتل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية لعائلات الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم حماس! ويتزاحم الآباء والأمهات والأبناء رافعين عاليا صورا متنوعة لذويهم المحتجزين الخمسين الغائبين أمام مقر مجلس الوزراء الإسرائيلى وأمام منزل نيتانياهو! حسنا..إننى أتفهم ذلك من الناحية الإنسانية! ولكن- و"لكن" هذه كبيرة جدا- عندما لانرى مظاهرات فى إسرائيل تحتج على قتل مايقرب من 65 ألف مدنى فلسطيني، وإصابة أكثر من 130 ألفا آخرين، وتشريد ما يزيد على مائة ألف أسرة، وتدمير 80% من المستشفيات و90% من المدارس ..، وعندما نستمع – وفقا للقناة الثانية عشرة الإسرائيلية مؤخرا - لتسجيل صوتى مسرب لأهارون شاليفا (رئيس المخابرات العسكرية السابق) يقول فيه إن وجود 65 ألف قتيل فى غزة هو «أمر ضرورى من أجل الأجيال القادمة» ! وأن الفلسطينيين فى حاجة إلى «نكبة» بين الحين والآخر، ليشعروا بالثمن !...أقول، عندما نستمع ونقرأ ونشاهد ذلك ..ومثله كثير ، نفهم وندرك تماما مدى العنصرية واللا إنسانية الكامنة لدى كثير من الإسرائيليين، والتى دفعتهم بكل عدوانية ووحشية، لانتهاز الفرصة التى أتاحتها لهم عملية حماس فى أكتوبر2023 لانتقام وحشى و إجرامى مقيت، ليجعلوا من غزة كلها، بأرضها وناسها، رهائن لهم! ولكن شتان بين رهائن ورهائن!.