بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
لا أعرف من من المصريين اليوم، يثير تاريخ هذا اليوم (26 أغسطس) لديه ذكرى مناسبة مهمة فى تاريخنا الحديث... تاريخ الأمة المصرية..؟ أنا أعرفه بحكم دراستى للتاريخ السياسى المصرى (ضمن تخصصى فى العلوم السياسية) وعرفته قبل ذلك بحكم نشأتى فى كنف والد شديد الاهتمام بالسياسة! ففى مثل هذا اليوم (26 أغسطس) عام 1936 أى منذ تسعة وثمانين عاما، وقعت فى لندن ماسميت «المعاهدة البريطانية المصرية» بين مصر وبريطانيا، فى سياق نضال الشعب المصرى من أجل الاستقلال، منذ ثورته القومية فى 1919 بزعامة سعد زغلول. وبموجب بنود تلك المعاهدة، التزمت بريطانيا بسحب قواتها من مصر، باستثناء القوات اللازمة لحماية قناة السويس ومحيطها، بعدد عشرة آلاف جندى وبعض المساعدين. كما نصت على أن تدرب بريطانيا الجيش المصرى، وتساعد فى الدفاع عن مصر فى حالة الحرب. وقع المعاهدة عن مصر رئيس وزرائها وزعيم حزب الوفد، مصطفى النحاس باشا، وعن بريطانيا وزير خارجيتها فى هذا الحين «أنتونى إيدن»، وقضت المعاهدة بانسحاب القوات البريطانية إلى منطقة قناة السويس، واعتراف بريطانيا باستقلال مصر الجزئى ودخولها عصبة الأمم. غير أن تلك المعاهدة كانت حاضرة فى قلب الكفاح المصرى ضد السيطرة البريطانية، ومن أجل تحقيق استقلال مصر الكامل. وأثرت أحداث الحرب العالمية الثانية بين 1939 و1945، على أوضاع مصر، بما فى ذلك حادث 4 فبراير الشهير، وضغط الإنجليز على الملك فاروق لتعيين حكومة الوفد...إلخ. غير أن مصطفى النحاس رفض تماما تدخل الإنجليز فى شئون مصر. وفى يوم 8 أكتوبر 1951 ومن فوق منصة مجلس النواب قال كلمته الشهيرة الرائعة.. «يا حضرات الشيوخ والنواب المحترمين: من أجل مصر وقعت معاهدة 1936.. ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها»! رحم الله الزعيم المصرى العظيم، مصطفى النحاس!.