بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
أخيرا... وفى خطوة وصفت بأنها «تسونامى دبلوماسى».. ولكنها فى الحقيقة تسونامى «سياسى» بامتياز، ضرب إسرائيل ونخبتها الحاكمة، أعلنت بريطانيا اعترافها الرسمى بدولة فلسطين! يحدث ذلك اليوم، بعد مرور مائة وثمانية أعوام، من الوعد الذى سبق أن أعطاه وزير خارجية «بريطانيا العظمى» آرثر بلفور فى رسالة وجهها إلى أحد أبرز شخصيات المجتمع اليهودى بريطانيا، اللورد نيونيل دى روتشيلد... قبيل نشوب الحرب العالمية الأولى فى 17 نوفمبر 1917 جاء فيها، أن حكومة صاحب الجلالة... «تنظر بعين العطف، إلى إقامة وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين» بعد انتهاء الحرب. فى ذلك الوقت لم تزد نسبة اليهود فى فلسطين عن 7% من سكانها! غير أن ذلك «الوعد» المشئوم فتح الباب على مصراعيه لموجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين. ومع انتهاء الانتداب البريطانى، صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، إلى دولة عربية (42.39%) من مساحتها، ودولة يهودية (57.7%) منها. واعتقادى الخاص، أن رفض قرار تقسيم فلسطين الذى صدر فى نوفمبر 1947 (أى منذ مايقرب من ثمانين عاما) كان خطأ عربيا فادحا! فما نسعى إليه اليوم هو فى الحقيقة، إقرار بتقسيم فلسطين، الذى ينطوى على الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية. ولكنه يأتى هذه المرة ليس نتاجا لمداولات دبلومسية وإنما نتاج لحرب ضارية وقاسية فى غزة، راح ضحيتها مايقرب من 80 ألف شهيد فلسطينى، و160 ألف مصاب مع تدمير همجى عنصرى لكل مرافقها ومبانيها. واليوم، فإن اعتراف بريطانيا بالذات ينطوى على تصحيح لخطأ (بل خطيئة تاريخية) ومعها فرنسا وكندا ونيوزيلاندا والبرتغال بالدولة الفلسطينية، سوف تتلوها موجات وموجات من الاعتراف الدولى. إنه اعتراف يؤكد أن الحرية، لا تنال إلا بالتضحيات والدماء والدموع... وقد دفعت فلسطين ( من خلال غزة الباسلة بالذات) هذا الثمن الغالى!.