بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
هذه دعوة منى، أنا المواطن المصرى صاحب هذه الكلمات (وقد سبق أن كنت من المتقبلين لتطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل عقب عقد معاهدة السلام بينهما فى 1979)أطلقها اليوم، بعد أن بلغ العدوان الإسرائيلى العنصرى الغاشم على غزة، طوال عامين كاملين، منذ أكتوبر 2023 ذروة وحشيته وفجوره، وبعدما قتل ودمر وخرب، كل من وما يمكن قتله أو إصابته أو تدميره. إنها دعوة أعلو بصوتى بها، بعد أن بدت واضحة وضوح الشمس.. ما آلت إليه الأوضاع فى غزة بسبب ذلك العدوان الهمجى، على مرأى ومسمع من العالم كله. فهل أذكركم هنا ببعض نتائجه..؟ لقد قتل فى غزة أكثر من 67 ألف فلسطينى، ثلثهم أطفال دون سن الثامنة عشرة. ودمر اقتصاد غزة، على نحو شبه كامل، وشلت جميع قطاعاته بلا استثناء. وتم تدمير 193 ألف مبنى، سواء أكانت منازل أو مدارس أو مستشفيات أو مرافق عامة! وتحولت غزة إلى مجموعات من الركام والأنقاض. وانقطع التعليم فى مدارسها كلها طوال عامين كاملين، بعد تدمير أكثر من 90% منها، فتعطل مستقبل الآلاف من الأطفال والشباب الذين نجوا من الموت!...فى مواجهة تلك الجرائم أتساءل: هل نتصور أن تعود أو تبنى علاقات عادية مع إسرائيل..؟ أنا لا أقصد هنا العلاقات «الرسمية» التى قد ترى دول وحكومات ضرورتها، وإنما أقصد الشعوب، والشعوب العربية بالذات .فلتكن إسرائيل «دولة منبوذة» بمعنى الكلمة. وقد عرف التاريخ الحديث نماذج لدول منبوذة سعى رافضوها لمحاصرتها وعزلها مثلما سبق أن فعلت الولايات المتحدة مع الصين الشعبية، ومثلما تم مع إيران ومع ليبيا، ومثلما تم مع ميانماروكوريا الشمالية وسوريا تحت حكم الأسد!ولا أتصور أن أيا من تلك النماذج وصلت فى قسوتها ووحشيتها إلى ما فعلته إسرائيل فى غزة. فلتكن إسرائيل، التى نراها اليوم، دولة منبوذة من الشعوب العربية ..ترفض وتقاوم أى تحايل للتطبيع أو التعامل معها.