بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
هل يعرف شباب مصر اليوم «السد العالى»..؟ هل يعرفون ما هو ذلك السد..؟ هل يعرفون قصة بنائه.. الرائعة والمثيرة؟ هل يعرفون فوائده لبلدهم «مصر»..؟ هل لا تزال المداس الثانوية تعرف تقليد سفر تلاميذ «ثانية ثانوى» إلى اسوان، في رحلة مثيرة بالقطار إلى هناك.. يمرون فيها على محافظات الصعيد حتى يصلوا في النهاية إليها.. ويزوروا هناك «السد العالى»؟ كما عرفناه وشهدناه نحن..؟ أنا شخصيا - للأسف الشديد- لا أعرف أى إجابة عن تلك الأسئلة ..وأتمنى أن أعرف!.أقول هذا الكلام وأنا أطالع الأخبار الأخيرة المثيرة للقلق عن ارتفاع منسوب مياه النيل في محافظتى المنوفية والبحيرة، الأمر الذى دفع السلطات المحلية فيهما إلى نصح السكان بإخلاء المناطق المهددة بالغمر بتلك المياه، ودعوة رئيس مجلس الوزراء إلى إخلاء المنازل والأراضى الواقعة ضمن نطاق «طرح النهر» لا سيما في المناطق التي سبق أن انتشرت فيها تعديات البناء المخالف عندما شهد النهر انخفاضا في منسوبه، مما منح السكان شعورا بالأمان! وكما قرأت فقد حذر د.مدبولى من..«استمرار ارتفاع منسوب المياه حتى نهاية أكتوبر الحالى»! غير أنه يبدو أن الوضع كان أخطر كثيرا في السودان، حيث اجتاحت المياه مناطق واسعة، بسبب ارتفاع منسوب المياه في النيلين الأبيض والأزرق».
لقد اتهمت وزارة الرى المصرية إثيوبيا بالمسئولية عن تدهور تلك الأوضاع بسبب..«التفريغ المفاجئ لمياه السد الإثيوبى»، و..«أن إدارة إثيوبيا لسدها غير الشرعى، يعد استغلالا سياسيا للمياه، هدد حياة وأمن دول المصب». غير أن الأمر يبدو والحمد لله تحت السيطرة! فكما جاء في البى بى سى عربى (3/10) عن د.عباس شراقى، أستاذ الموارد المائية، فإن السد العالى..«هو صمام الأمان، بفضل قدرته على استيعاب كميات كبيرة من المياه، وتصريفها عند الحاجة إلى منخفضات مثل بحيرة توشكى أو ناصر» .هذا هو ما فهمته، وما طمأننى ..فشكرا مرة أخرى للسد العالى!