بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
أعى جيدا أننى فى كلماتى هذه، أخوض حقلا من الأشواك، بعدما وقعت مأساة حادث طريق المنوفية الإقليمى، الذى راح ضحيته تسع عشرة فتاة في عمر الزهور. وقد شهدت وسمعت الدعوات العديدة التي صدرت تطالب باستقالة الوزير كامل الوزير!، كما اطلعت في بعض المواقع على رد حاد من الوزير رافضا فيه فكرة الاستقالة. غير أننى أشعر فى الحقيقة بالأسف الشديد لذلك المشهد كله!. فأنا أولا كنت ومازلت مع المعجبين والمقدرين للفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، أولا لمؤهلاته العلمية والعملية المشرفة (منذ تخرجه فى الكلية الفنية العسكرية عام 1980 التي لايلتحق بها إلا المتفوقون من القسم العلمى بالثانوية العامة!)!. وثانيا لخبرته و أدائه المتميز، سواء في مناصبه بالقوات المسلحة التي وصل فيها لمنصب رئيس الهيئة الهندسية قبل تقلد منصبه الوزاري، أو لإشرافه على عديد المشروعات الإنشائية الحيوية مثل أنفاق قناة السويس والشبكة القومية للطرق..إلخ. غير أن كارثة حادث طريق المنوفية التي فجعت مصر كلها بوفاة تسع عشرة فتاة في عمر الزهور، أطلقت موجة هائلة من الغضب حول ماذكر بأنه عيوب جسيمة في الطريق..، وكان من المنطقى أن تعلو أصوات تطالب باستقالة الوزير (أعتقد أن بعضها صدر عن أسباب سياسية لا تخفى على أحد!!). غير أننا نعلم أن «الإستقالة» ليست شائعة في مصر مابعد 1952 (وربما نتذكر هنا استقالات كمال الدين حسين في عهد عبد الناصر، أوالإستقالة الجماعية للوزراء مع تولى الرئيس السادات للحكم). ! غير أننى كنت أود أن يعلن الفريق كامل الوزير عن استعداده للاستقالة ...ذلك أمر لا يعيبه على الإطلاق، وسوف يخرس الذين يحاولون الاصطياد في المياه العكرة ...كما أننى أطلب أيضا من الوزير كامل الوزير أن يوضح للرأي العام – بكل شفافية وشجاعة - جميع الحقائق عما سمى بـ«طريق الموت» في المنوفية، موقنا أنه لن يخذل أبدا ثقتنا فيه!.