اعترافات ومراجعات 118 الوفد وتاريخ الأمة المصرية
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

اعترافات ومراجعات (118).. الوفد.. وتاريخ الأمة المصرية

اعترافات ومراجعات (118).. الوفد.. وتاريخ الأمة المصرية

 العرب اليوم -

اعترافات ومراجعات 118 الوفد وتاريخ الأمة المصرية

بقلم : مصطفي الفقي

(يحيا الوفد ولو فيها رفد).. عبارة موجزة لخصت تعلق المصريين من جيل ١٩١٩ بشعبية ذلك الحزب الذى تشكل من توقيعات تفويض الأمة للوفد السياسى الوطنى الذى تحمّل مسؤولية التفاوض من أجل الجلاء والدستور مع مطلع الفترة الليبرالية من تاريخ مصر الحديث، لذلك فإن الوفد بحق هو وعاء الحركة الوطنية فى الفترة ما بين ثورتى ١٩١٩ و١٩٥٢ تعلق به المصريون دومًا، وكان ارتباطهم به تعبيرًا صادقًا عن الوطنية المصرية وأهدافها الكبرى، وقد حصل الحزب فى تلك الفترة على شعبية كاسحة وحظى بحماس شديد من كافة فئات الشعب وطوائفه، واعتمد الوفد حينذاك على ركيزة ثلاثية يعتز بها التاريخ المصرى الحديث اعتزازًا جوهريًا ولاتزال أصداؤها قائمة فى الوجدان الوطنى حتى يومنا هذا، وتلك الأعمدة الثلاث هى بالترتيب:

أولاً: الوحدة الوطنية بمعناها الحقيقى الذى تلخصها وحدة الأمة المصرية، خصوصًا مشهد التلاحم الذى انفردت به العلاقة بين مسلمى مصر وأقباطها تحت شعار (عاش الهلال مع الصليب) عندما اعتلى القساوسة منابر المساجد وخطب الأئمة فى الكنائس، وبدت مصر فى سباق مع العصر الذى تعيش فيه برغم دور القصر الملكى والوجود البريطانى وسيطرة الإقطاع على الريف المصرى، لكن الخلاصة فوق ذلك كله كانت إيجابية فى حق الشعب المصرى الذى يدرك ما يسعى إليه وما يمكن تحقيقه فى ظل الأوضاع القائمة.

ثانيًا: امتدادًا للهدف الأول والمبدأ الخالد للوحدة الوطنية المصرية برز ذلك التوجه شبه العلمانى الذى حفظ للدين مكانته وجعل الأزهر الشريف والكنيسة القبطية رافدين وطنيين وليسا مجرد رمزين دينيين، فاتصف الوفد وقياداته بوضوح الرؤية تجاه مسألة اختلاط الدين بالسياسة، وعكف زعماؤه ومؤيدوه على تنقية الشعور الوطنى من داء التعصب ووباء الفتنة، فكانت المظلة سياسية بالدرجة الأولى وليست دينية إلا عندما يحتاج الأمر إلى دفعة روحية مشتركة تشارك فيها الكنيسة القبطية الوطنية مع الأزهر الشريف قلعة التراث الوطنى فى ظل شيوخه العظام وعلمائه الأفذاذ.

ثالثا: رسوخ مسحة الليبرالية كمظلة شاملة للحياة السياسية المصرية أدت ذات يوم إلى إسقاط رئيس للوزراء فى دائرته الانتخابية باعتباره مرشحا لا يملك موقعًا مؤثرًا، لكن ذلك جاء تعبيرًا عن احترام الشعب المصرى للحد الأدنى من الديمقراطية- ولو كان شكليًا- والفهم العميق للحريات، ومازلت أتذكر وأنا فى طفولتى وسنوات عمرى الأولى انتخابات عام ١٩٥٠ واكتساح مرشح الوفد محمد المغازى العائد من بعثة علمية فى الولايات المتحدة الأمريكية لمنافسه فى مركز المحمودية بحيرة مرشح الإخوان ونائب المرشد العام فى ذلك الوقت أحمد السكرى، حيث خسر نائب المرشد لأن المصريين لم ينتخبوه فقد ارتبطوا بحزب الوفد ومساره الوطنى تحت شعارات تدرك روح العصر وتفهم بعمق أن الأديان لا تتعارض مع الأوطان.

إننى أتذكر ذلك كله بمناسبة الأوضاع الصعبة التى يمر بها حزب الوفد فى السنوات الأخيرة، والذى أصبح بحق عزيز قومٍ فقد عرشه وتلاشى دوره لأسباب عديدة لا أخوض فيها خلال هذه السطور الموجزة، لكننى أتمنى لذلك الحزب بتاريخه العريق أن يستعيد عافيته، وأنا شخصيًا ارتبطت به دراسيًا وعشت مع وثائقه فى مكتبة المتحف البريطانى بلندن طويلاً وما كتبه رموز الوجود الأجنبى فى مصر عن حزب الوفد وشعبيته الكاسحة ودوره الذى كان ولايزال وسوف يبقى علامة مضيئة فى مرحلة فارقة من تاريخ مصر الحديث.

arabstoday

GMT 07:46 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

مجدى يعقوب .. بين قلوب الصغار وأبواب الرحمة

GMT 05:42 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

خمسون سنة ألقاً

GMT 05:22 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تأثير العقوبات على روسيا بين أخذٍ وردّ!

GMT 05:21 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

استنساخ الماضي يخدشه ويؤذي الحاضر

GMT 05:19 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

نساء السودان... ضحايا وحشية الحرب

GMT 05:13 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

التراث الأثري نعمة أم نقمة!

GMT 05:08 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

«اللوفر» وانتهاك هيبة فرنسا

GMT 05:06 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

من الصمود إلى الجدارة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 118 الوفد وتاريخ الأمة المصرية اعترافات ومراجعات 118 الوفد وتاريخ الأمة المصرية



النجمات يتألقن ببريق الفساتين المعدنية في مهرجان الجونة 2025

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 01:24 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا
 العرب اليوم - أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا

GMT 09:29 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تتهم حماس بالتماطل في تسليم جثث الرهائن

GMT 14:49 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الذهب في مصر يعاود الارتفاع متجاوزاً التسعير العالمي

GMT 11:23 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

زيت شائع يعزز قدرتك على مكافحة السرطان

GMT 08:15 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب موغلا جنوب غرب تركيا

GMT 22:00 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

وائل جسار يكشف حقيقة رفضه ألبوم محمد فؤاد بسبب الأجر

GMT 10:44 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

جماهير ليفربول تفاجىء محمد صلاح بعد أزمة الصورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab