لماذا يعيد العلماء النظر في تأثير كوفيد 19 على الجهاز المناعي
آخر تحديث GMT19:35:32
 العرب اليوم -

لماذا يعيد العلماء النظر في تأثير كوفيد 19 على الجهاز المناعي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - لماذا يعيد العلماء النظر في تأثير كوفيد 19 على الجهاز المناعي

جائحة «كوفيد - 19»
واشنطن -العرب اليوم

منذ رفع القيود التي فرضتها جائحة «كوفيد - 19» لاحظ الأطباء حول العالم ارتفاعاً غير مألوف في حالات العدوى الأخرى؛ إذ أدت أمراض بكتيرية مثل الميكوبلازما الرئوية التي كانت نادرة، إلى إدخال مزيد من المرضى، بما في ذلك أطفال أصحاء إلى المستشفيات.

وفي البداية فسّر خبراء الصحة العامة هذه الظاهرة بفكرة تُعرف بـ«دَيْن المناعة» immunity debt أي أن الأشخاص فقدوا جزءاً من «تدريب» جهازهم المناعي نتيجة العزلة وارتداء الكمامات. لكن أدلة جديدة تُشير إلى احتمال أعمق هو أن فيروس «كورونا» نفسه قد يكون غيّر طريقة عمل أجهزتنا المناعية.

دَيْن المناعة

> ما «دين المناعة»؟ المفهوم بسيط، هو أن قلة التعرض للجراثيم أثناء الإغلاق، جعلت جهاز المناعة أقل جاهزية مثل عضلة لم تُدرّب لفترة طويلة. وعندما عاد الناس للاختلاط واجهوا موجة أكبر من المعتاد من نزلات البرد والالتهابات. لكنّ باحثين كثيرين بدأوا يشكّكون في أن الأمر لا يقتصر على هذا الدين، بل إن الفيروس ذاته ربما ترك بصمة طويلة الأمد على المناعة.

ولكن لو كان «دين المناعة» وحده مسؤولاً لارتفعت جميع مسببات الأمراض الأخرى بالقدر نفسه. لكن البيانات تُظهر نمطاً مختلفاً فبعض العدوى ارتفعت بشكل خاص بعد الإصابة بـ«كوفيد - 19» مقارنة، لأشخاص أصيبوا بالإنفلونزا أو الفيروس المخلوي التنفسي (RSV). وعلى سبيل المثال سجّلت الولايات المتحدة عام 2024 زيادات قياسية في حالات عدوى المكورات السبحية من المجموعة أ group A streptococcus حتى بعد عودة الحياة لطبيعتها.

• كيف يغيّر «كوفيد - 19» جهاز المناعة؟ تشير الدراسات إلى أن الفيروس قد يُضعف الخلايا التائية، وهي الخلايا المناعية المسؤولة عن «تذكُّر» الإصابات السابقة ما يُشبه ما يحدث مع فيروس الحصبة الذي يمحو الذاكرة المناعية. وهناك أدلة أخرى على أن «كوفيد - 19» قد يُعيد «ضبط» الجهاز المناعي بحيث يُعيد تنشيط فيروسات خاملة مثل فيروسات إبشتاين بار (EBV) أو الهربس النطاقي shingles. وبالفعل أظهرت دراسة أميركية أن الأشخاص فوق الخمسين كانوا أكثر عُرضة بنسبة 15 في المائة للإصابة بالهربس النطاقي بعد عدوى «كورونا».

• أدلة مختبرية قوية. كما أن هناك دراسات مختبرية أضافت مزيداً من القلق، فقد لاحظ باحثون في البرازيل علامات شيخوخة مبكرة للخلايا المناعية حتى لدى من أصيبوا بعدوى خفيفة، فيما كشف علماء في جامعة «ييل» في الولايات المتحدة عن انخفاض عدد الخلايا التائية لدى مرضى لم يدخلوا المستشفى إطلاقاً.

تغيُّرات خفيّة

وقد يصعب ملاحظة هذه التغيرات على المستوى الفردي، لكنّ آثارها بدأت بالظهور على نطاق واسع. وفي دراسة شملت أكثر من 830 ألف مريض في نظام رعاية المحاربين القدامى بالولايات المتحدة، ونُشرت في مجلة «The Lancet» في 25 أغسطس (آب) عام 2025 بقيادة مياو كاي من مركز علم الأوبئة السريرية خدمة البحث والتطوير - نظام الرعاية الصحية للمحاربين القدامى في سانت لويس ميزوري، وجد أن من أصيبوا بـ«كوفيد - 19» الخفيف واجهوا معدلات أعلى من العدوى البكتيرية والفيروسية والفطرية في العام التالي.

ويعتقد بعض الباحثين أن السبب يعود إلى تأثير الفيروس على نخاع العظم، حيث تتكوّن الخلايا المناعية، ما يدفع الجهاز المناعي نحو حالة من الالتهاب المزمن. وفي دراسة أخرى وُجدت بقايا من الحمض النووي الريبي للفيروس في أنسجة الأمعاء بعد عامين من الإصابة، ما يوحي بأن الفيروس قد يظل «مقيماً»، ويؤثر على المناعة بمرور الوقت.

• جدل علمي مستمر. مع ذلك لا يتفق جميع العلماء. فالبعض مثل أشيش جها المنسق السابق لـ«كوفيد - 19» في البيت الأبيض غير المشارك بالدراسة يؤكد أن معظم الناس لا يتعرضون لضرر مناعي طويل الأمد، وأن ما يحدث لا يختلف كثيراً عن فيروسات أخرى. لكنّ آخرين، مثل تيم هينريتش أستاذ الطب ومدير مركز التصوير الجزيئي للأمراض المعدية التابع لجامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة غير المشارك بالدراسة، يرون أن الأدلة على التغيرات المناعية واسعة النطاق تزداد حتى لدى من لم تظهر عليهم أعراض تُذكر.

• تأثيرات متفاوتة. وتبدو التأثيرات غير متساوية، فبعض المرضى يُظهرون تغيُّرات مناعية كبيرة، بينما لا يتأثر آخرون تقريباً. ومع ذلك وكما قالت عالمة المناعة أكيكو إيواساكي من جامعة «ييل»، فإن العالم كله تقريباً أصيب بـ«كوفيد - 19»، وهذا يعني أن معظم الناس قد يحملون درجة ما من التغير في جهازهم المناعي.

والسؤال المطروح الآن ليس فقط عن مدة بقاء هذه التغيُّرات، بل عن أثرها على الصحة العامة مستقبلاً. هل سنشهد ارتفاعاً طويل الأمد في بعض أنواع العدوى؟ وهل يمكن أن يُسهم ذلك في أمراض مزمنة أو ضعف مناعي لاحق؟

بينما تبقى هذه الأسئلة مفتوحة يحث العلماء على النظر إلى «كوفيد - 19» ليس فقط بوصفه مرضاً تنفسياً قصير الأمد، بل بوصفه فيروساً قادراً على إعادة تشكيل المناعة البشرية بطرق لا نفهمها بالكامل بعدُ.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

عادات بسيطة يمكن إجراؤها لتقوية جهاز المناعة ودرء نزلات البرد في الشتاء

دراسة طبية تكشف أثرا صادما لكوفيد 19 على الأوعية الدموية

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يعيد العلماء النظر في تأثير كوفيد 19 على الجهاز المناعي لماذا يعيد العلماء النظر في تأثير كوفيد 19 على الجهاز المناعي



الثقة والقوة شعار نساء العائلة الملكية الأردنية في إطلالاتهن بدرجات الأزرق

عمّان - العرب اليوم

GMT 05:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر
 العرب اليوم - وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 12:38 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سقف النجاح منخفض.. جدًا

GMT 14:07 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رحلة قصيرة في عقل «حزب الله»

GMT 16:46 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"10 أطعمة يفضل تناولها يومياً إذا كنت تريد العيش حتى المائة"

GMT 05:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 05:53 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 18:44 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

منصة ماسك تعيد صياغة الوقائع وتتهم ويكيبيديا بالانحياز

GMT 09:50 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شهيد في الضفة والاحتلال يواصل عمليته العسكرية في طوباس

GMT 07:55 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي

GMT 12:27 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي سيستبدل أكثر من عُشر العاملين الأميركيين

GMT 14:09 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

شهادة «الموساد» النادرة لمصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab