تجار الخشب في ريف الساحل السوري يمنعون الاحتطاب المنزلي للتدفئة بقوة السلاح
آخر تحديث GMT09:16:35
 العرب اليوم -

وسط جهود كبيرة من المجلس المحلي لإيجاد حل لهذه المشكلة

تجار الخشب في ريف الساحل السوري يمنعون الاحتطاب المنزلي للتدفئة بقوة السلاح

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تجار الخشب في ريف الساحل السوري يمنعون الاحتطاب المنزلي للتدفئة بقوة السلاح

مشكلة الاحتطاب المنزلي في سورية
اللاذقية - جعفر ديوب

أربك حلول الشتاء إلى سورية مبكرًا هذا العام على غير العادة، سكان ريف الساحل في السمال الغربي، إذ شهد أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر سقوط أمطار غزيرة عدة مرات، وحل البرد في غير موعده. هُرع الجميع إلى الغابات التي أحرقها قصف النظام لقطع اليابس من الأشجار، بما توفر لهم من أدوات بدائية. وكان لسان حال السكان"لا أمتلك سوى هذا المنشار الصغير، وهو لا يفي بالغرض، سأحتاج أياما طويلة لقطع ما تحتاجه أسرتي من الحطب، لدرء برد الشتاء" يقول أبو خالد الذي يعمل مزارعاً لأحد مواقع المعارضة السورية. ولا يستطيع الفلاحون شراء المناشير التي تعمل على البنزين، فهي باهظة الثمن، أما من امتلك ثمن المنشار الآلي، فلن يبقى لديه ثمن وقوده، إذ يبلغ سعر ليتر البنزين الواحد 300 ليرة سورية.
ويقول أسعد"لا نمتلك من المال شيئا بعدما أحرق النظام بساتين التفاح، وهي مصدر رزقنا الوحيد، وهذا منعنا من تركيب مدافئ المازوت ككل عام".
وقال إن اعتماد الأسرة على المازوت في التدفئة يكلفها أكثر من 50 ألف ليرة سورية، ولا تستطيع أسرة في ريف الساحل بأكمله توفير هذا المبلغ الكبير.
ويعاني الفلاحون أيضًا من نقل الحطب إلى منازلهم فهم في أكثر الأحيان يحملونه على أيديهم، بعدما اضطر بعضهم لبيع دوابهم لشراء المواد الغذائية والملابس الشتوية، وارتفاع آجار نقله بالجرارات، وهذا يجعل تأمين الحطب لكامل فترة الشتاء أمرا مرهقا يحتاج وقتا طويلا".
ولا تقتصر معاناة السكان في تأمين الحطب مؤونة الشتاء على ذلك، بل تتعداها إلى اضطرارهم لدفع الأتاوات لعصابات تقطع الطريق عليهم، وترفع السلاح في وجوههم، لترغمهم على دفع مبالغ مالية محددة مقابل السماح لهم بالعبور، ويتحدد المبلغ المطلوب حسب كمية الخشب.
وأضاف أسعد"لقد تعبنا ولم نعد نتحمل المزيد، أنا أفكر في مغادرة القرية مع أسرتي، واللجوء إلى المخيمات على الحدود التركية، إذا لم نجلب الحطب سنموت بردا وجوعا، إذ نستخدمه في طهو الطعام أيضا، لأننا لا نمتلك ثمن اسطوانة الغاز" قال محمد(رب أسرة 40 سنة)ذلك بقهر وحسرة".
ونقل سكان الريف شكواهم إلى قيادات الجيش الحر، أملاً في حمايتهم من قطاع الطرق والعصابات التي تفرض عيهم الأتاوات مقابل السماح لهم بالاحتطاب، فبادر هؤلاء إلى تسيير دوريات لهذه الغاية.
وشعر الناس بالأمان لأيام قليلة، سمحت لهم بتخزين بعض الحطب، إلا أن ذلك لم يستمر طويلا لاضطرار عناصر الجيش الحر للمغادرة والتوجه إلى محاور القتال، مع تزايد حشد النظام لقوات إضافية على جبهة الساحل، وورود أنباء عن تحضيره لهجوم قد يشن في أي لحظة على عدة محاور من الريف.
ويرى السكان أن هذه العصابات تمنعهم من الاحتطاب، لأنها تريد احتكار قطع الغابات المحروقة، لتبيعها خشبا بأسعار مرتفعة في الأسواق القريبة، مستخدمة معدات كهربائية حديثة في قطعها.
ويبذل المجلس المحلي في الريف جهودا كبيرة لإيجاد حل لهذه المشكلة، ولاسيما من خلال منح ترخيص رسمي بالاحتطاب للاستخدام المنزلي، وآخر بقصد التجارة، إلا أنه يبقى عاجزا عن ضبط العملية في ظل غياب وسائل ردع تفرض قوننتها.
وأمام هذه العقبات لجأ كثير من الفلاحين إلى قطع أشجار التفاح التي أحرقها قصف النظام، رغم وجود نسغ الحياة والخضرة في كثير منها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجار الخشب في ريف الساحل السوري يمنعون الاحتطاب المنزلي للتدفئة بقوة السلاح تجار الخشب في ريف الساحل السوري يمنعون الاحتطاب المنزلي للتدفئة بقوة السلاح



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:07 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

سماع دوي انفجار في رفح جنوب قطاع غزة

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان

GMT 16:30 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

رئيس الإمارات يستقبل سلطان عمان في أبوظبي

GMT 10:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

219 مستوطنا إسرائيليا يقتحمون المسجد الأقصى

GMT 18:53 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

اعتقال 3 ألمان للاشتباه في تجسسهم لصالح الصين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab