رواية خبايا اللال اكتشاف النفط وسؤال الهوية
آخر تحديث GMT22:12:57
 العرب اليوم -
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

رواية "خبايا اللال" اكتشاف النفط وسؤال الهوية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رواية "خبايا اللال" اكتشاف النفط وسؤال الهوية

الروايات البصرية
أبو ظبي ـ العرب اليوم

تستفيد الكاتبة من التراث المحلي في لغة الرواية، من حيث إبرازها للهجة أهل البادية ومشاهد احتفالات العشائر بالولائم وسباقات الهجن التي تقام ابتهاجًا بمناسبة حفر بئر ماء تبدو رواية «خبايا اللال»، الصادرة أخيراً عن دار العين بالقاهرة للكاتبة الإماراتية وداد خليفة، وكأنها معادل سردي لمسالك الثروة والشقاء في مناخ صحراوي قاحل، فجأة تتفجر فيه ينابيع الذهب الأسود، فتنقلب الحياة من اليأس إلى الأمل. وتمتاز الرواية ببنيان لغوي مشرب أحيانا بمفردات من اللهجة البدوية، تمنح تفاصيلها الكثير من الحيوية، في تناولها تاريخ دولة الإمارات في بداية خمسينيات القرن الماضي وتحديدا في المنطقة الغربية من مشيخة أبوظبي، قبيل اكتشاف ذهبها الأسود الضامر في أعماقها لأول مرة في تاريخها.

تفتتح الرواية بمشهد لبطلها «هزاع بالمجادي» في قلب الصحراء والشمس تصب حممها على رأسه، الضاج بالأسئلة عن سر الدأب الذي يبذله الإنجليز وهم يحشدون معسكراتهم في مثل هذا المكان المقفر: «ماذا وجد الإنكريز في هذه المنطقة التي عقمت، لا ماء يسكن باطنها، ولا نبات بترابها، ولماذا يجازفون باختيارها مقرًا لمعسكر شركتهم؟». يتسع المشهد مع وصول هزاع إلى خارج أسوار معسكر لشركة النفط البريطانية الذي يضم عدداً كبيراً من رجال القبائل، جميعهم في انتظار فتح بوابة المعسكر أو «الكمب»، كما في لغة الرواية، ينتظرون ما بين صبر وتصبر: «الصبر يا خوية، فنحن من تواصوا بالصبر حتى صار الصبر الجميل سجيتنا»، يقول أحدهم، لكن لهزاع، بطبيعته الناقدة، رأياً آخر: «نعم الصبر سجيتنا، لكن في انتظارنا كل تلك الأيام، عل (الإنكريزي الحمر) يتفضل علينا بالعمل بأرضنا، فيه مهانة لنا».

استعادة التراث الشعبي
على مدار صفحات الرواية، 446 صفحة، لم تتبدل نبرة «هزاع» ولا خطابه الأبي الحماسي رغم الفقر وعسر الحال، فهو مثل عشرات رجال العشائر الذين كانوا يتنقلون مع معسكرات الإنجليز وشركة النفط البريطانية، التي ترافقها بعثات تضم فرقا تنقيبية وجيولوجية تستعين بالعمال المحليين من بدو العشائر لأداء مهمات النقل والتركيبات، في ظروف عمل جائرة. تمر الرواية على مشاهدها واحدًا تلو الآخر، جاعلة من بطلها «هزاع» الشاهد والمعبر عن جور تلك الأوضاع، وذلك الصراع الدائر بداخلهم بين فقر وعوز، وسط ترقب لما يعد به الإنجليز من ثروات في باطن الأرض.

تستفيد الكاتبة من التراث المحلي في لغة الرواية، من حيث إبرازها للهجة أهل البادية كما في نعتهم لـ«الإنكريز»، أو توظيفها لأمثالهم وأشعارهم، وأسماء الثياب مثل «الغترة» و«الخزام»، والحيوانات مثل «الدبش» أي الغنم، واللال، وتعني اللؤلؤ، ومشاهد احتفالات العشائر بالولائم وسباقات الهجن التي تقام ابتهاجًا بمناسبة حفر بئر ماء، والإبل وحنينها ومدى ارتباطها عاطفيًا بأصحابها، مرورًا بالاستبشار بالمطر وترنيماته الشعبية (ديمة على ديمة... مسمنة البهيمة)، والتفاؤل بـ«نجم سهيل» الذي كان يتفاءل به العرب آنذاك: «هيض السكون قلبه لمناجاة نجوم السماء، فأرسل أمنياته مع نجم سهيل»، كما تزخر الرواية بالموروثات الشعبية الحميمة كطقوس القهوة التي ترسم لها الكاتبة مشاهد ذات دلالات متفرقة، منها مشهد التفاف العمال بعد العمل الشاق حول فناجينها: «غير فنجان القهوة الأول مزاج العمال، بأن صاح أحدهم (والله القهوة قناد الراس)» وهو مثل يضرب في قدرة القهوة على تطييب الكيف واعتدال الحالة المزاجية وكأن القهوة هي سلوانهم الوحيد في سنوات خدمتهم المضنية.

سؤال الهوية
وتطرح الكاتبة عبر بطلتها «اليازعة بنت ذياب» الملقبة بـ«الحرة» الكثير من ثيمات الرواية، ما بين حنينها «هزاع» الذي عرفته منذ أيام الطفولة وهما يتباريان في حل الألغاز، وانجذابها لـ«الميجور لويس» الضابط الإنجليزي الذي تقدمه الرواية كرمز للقلة الإنجليزية البعيدة عن عنجهية المستعمر، عبر احترامه للآخر وتقاليده، وهو في الرواية يفتتن بالحضور الطاغي لـ«الحرة»، وجمالها واعتدادها بذاتها، فيراها «خيط فضة في الصحراء»، ويفصح السرد من خلال هاتين الشخصيتين عن سؤال الهوية والنظرة الغربية للصحراء ما بين استخفاف بالبداوة، وشغف بما قاله الشعراء والرحالة عن سحر تبرها.

مع كل محطة من محطات التحري عن النفط، كان الاستخفاف بالعمال من أهل العشائر يأخذ منحى أكثر قتامة، مع سقوط ضحايا منهم وسط قلة حيلة من الباقين، وسط ساعات عمل طويلة وفترات راحة قصيرة تحت حمم الشمس اللاهبة. وفي كل مرة، يرتفع صوت هزاع معترضاً على ظروف العمل غير الإنسانية، التي أبسطها شربة ماء: «لن نواصل العمل قبل أن نستريح ونشرب الماء»، غير أن الأمور تفاقمت مع سقوط قتيل بين العمال بعد حادث تسرب غاز، ما جدد ثورتهم حيال غياب الرعاية الصحية للعمال وإسعافات الطوارئ في مواقع الحفر، يقابله تعال من الإنجليز ممثلا في القائد «كلايتون»، مدير معسكر طريف ورئيس مهندسي البترول، الذي يوجه حديثه لأحد الضباط: «يبدو أنك نسيت أنك هنا في صحراء بين أناس بسطاء سذج لا يعرفون أن لهم حقوقًا ولا يطالبون بها».

معادلة النفط والماء
وسط هذا التوتر، يتكرر عبر السرد سؤال الجدوى عن البحث عن النفط: «ليتكم حفرتم بئر ماء، فالماء يمنحنا الحياة وبترولكم الذي تبحثون عنه أخذ منا الحياة»، ويتصاعد السؤال وكأنه صرخة مكتومة، خاصةً مع تنقل البعثات بين المعسكرات فيما يبدو أن البترول سراب. لكن فجأة، ينبثق النفط من موقع «مربان3» وسط صيحات المهندسين والجيولوجيين. إلا أن المعادلة تتبدل مع تحولات السياسة في العالم، والتي يتردد صداها في الرواية عبر صوت إذاعة «صوت العرب» التي كانت نافذة العمال لمعرفة حركة التمرد الواسعة من حولهم في العالم العربي والثورة على وجود المحتل البريطاني في منتصف الخمسينيات، وما واكبها من مقاومة للمستعمر متمثلة في قرار الحكومة البريطانية مضاعفة حجم قوة ساحل عمان واستمالة المواطنين للالتحاق بالقوة، وهو الوضع الذي يتبدل مع نجاحات اكتشاف النفط في أبوظبي، في لعبة يفرض فيها العمال كلمتهم على شركات النفط الأجنبية بعد سنوات من التضحيات والمناداة بحقوقهم في الرعاية الصحية والترقيات، لترتفع صيحة الفرح وكأنها شارة عتق وحرية: «حين توزعت أبراج النفط في كبد الصحراء تتوهج في أعلاها شعلة تعلن للبدوي أن الغد أفضل».

قد يهمك ايضا:

"البحث عن عازار" رواية جديدة لـ نزار آجرى عن الكتب خان

رواية "أليس هذا غريبا" لـ آمال الديب عن دار دريم بن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية خبايا اللال اكتشاف النفط وسؤال الهوية رواية خبايا اللال اكتشاف النفط وسؤال الهوية



النجمات يتألقن ببريق الفساتين المعدنية في مهرجان الجونة 2025

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 18:48 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا
 العرب اليوم - منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا

GMT 13:40 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون
 العرب اليوم - الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون

GMT 22:12 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بعد اتهامها بالسخرية من لبلبة إلهام شاهين تكشف السبب
 العرب اليوم - بعد اتهامها بالسخرية من لبلبة إلهام شاهين تكشف السبب

GMT 01:41 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب مناطق إسلام آباد

GMT 10:46 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ريال مدريد يصطدم بطموحات يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا

GMT 19:24 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة الفرنسية تؤكد أن حماس تستعيد السيطرة على غزة

GMT 23:20 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن وتل أبيب تبحثان خطة لتقسيم غزة بين إسرائيل وحماس

GMT 06:24 2025 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

دليلكِ لتجربة شتوية لا تُنسى في نيويورك

GMT 08:38 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تصلح أخطر ثغرة أمنية في تاريخها

GMT 15:05 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إعلان قائمة المرشحين لجوائز الكاف لعام 2025

GMT 08:14 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات الأبراج​ اليوم الأربعاء 22 أكتوبر / تشرين الأول 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab