واشنطن «داعش» تنظيم لم نرَ مثله

واشنطن: «داعش» تنظيم لم نرَ مثله!

واشنطن: «داعش» تنظيم لم نرَ مثله!

 العرب اليوم -

واشنطن «داعش» تنظيم لم نرَ مثله

عبد الرحمن الراشد

في لقاء مع الصحافة، وصف مسؤول أميركي كبير كيف سقطت مدينة الرمادي العراقية، وقال إن «داعش» تنظيم لم نرَ مِثْله من قبل، شيء مفزع، وتقييمنا الآن أنها ستكون حربًا طويلة لسنوات، فهذا تنظيم أكثر تطورًا وخطورة من سابقه، تنظيم القاعدة. ووصف كيف أن مقاتلي التنظيم فاجأوا القوات العراقية المتحصنة بهجوم كاسح من ثلاثين سيارة مفخخة على المنطقة المركزية في المدينة، بينها عشر سيارات محملة بكمية هائلة من المتفجرات، تعادل كل واحدة منها التفجير الذي أصاب أوكلاهوما! قال: لديهم آلاف المقاتلين الأجانب يتطوعون لتنفيذ العمليات الانتحارية.

وتزامن اعترافه بتضخم الخطر مع ما طالب به عضو في الكونغرس بإرسال عشرة آلاف جندي أميركي من جديد إلى العراق لمقاتلة التنظيم، محذرًا من أن الولايات المتحدة ستشهد هجومًا مماثلاً لما أصابها في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001.

ولا يفترض أن يخص القلق الغرب، بل إن «داعش» أكثر خطرًا علينا منه عليهم. هناك جيش جرار يقدر بعشرين ألفًا من الإرهابيين يزحف ولم يستطع أحد إيقافه منذ عام ونصف العام رغم ضخامة الموارد العراقية، ورغم الدعم اللوجيستي والاستخباراتي الأميركي، والمساندة الإيرانية أيضًا.

ما نخشاه أن نسيء فهم هذا التنظيم، كما أساء كثيرون التقدير، في أعقاب هجمات «القاعدة» على نيويورك وواشنطن قبل نحو أربعة عشر عامًا. فقد ظنوا أن الجماعة الإرهابية لا تستهدف إلا الغرب، ليكتشفوا أن هدفها الحقيقي المجال العربي، وشنت عمليات عسكرية إرهابية في عدد من المدن السعودية لنحو ست سنوات، ووصل شرها إلى المغرب.

النقطة الثانية، بعد إضاءة إشارة الخطر الجديد، هي ضرورة التعرف على الاحتمالات المرتبطة للتنظيم بالصراع الإقليمي. فـ«القاعدة» و«داعش»، كلاهما مقاتلوه تجمعوا وعبروا من سوريا إلى العراق. وفي سنوات الاحتلال، كان المسؤولون الأميركيون يصرون على أن «القاعدة» جماعة إرهابية سنية وتعان من قبل دول خليجية، وكان يرددها شخصيات كبيرة مثل وزير الدفاع حينها رامسفيلد، وظل الأميركيون يرفضون لسنين تصديق احتمال أن «النظام السوري»، وربما الإيراني، لهما ضلع في دعم «القاعدة» وإدارتها! وفي آخر سنواتهم في العراق اكتشفوا الحقيقة، عرفوا أن كل المقاتلين الأجانب يأتون إلى سوريا بمعرفة وترتيب المخابرات السورية حينها ومنها ينطلقون إلى العراق، وبعدها نفذت القوات الأميركية بضع عمليات عسكرية ضد سوريا عبر الحدود، وكانت تلك كافية لإيقاف حركة «القاعدة» من هناك. على أية حال كان الوقت قد تأخر؛ حيث فقد الأميركيون أكثر من ثلاثة آلاف قتيل في العراق، وقرروا الخروج تاركين الدولة في رعاية جماعات أقرب إلى إيران!

اليوم، كل المؤشرات تدلنا على أن «داعش» تنظيم يخدم، بطريقة غير مباشرة، النظامين السوري والإيراني. ولولا «داعش» لما انقلبت دول العالم ضد الثورة السورية، ولا أصبح نظام الأسد خيارًا مطلوبًا لمواجهة الجماعات الإرهابية. ولولا «داعش» اليوم في العراق لما رأينا تزايد نفوذ إيران عسكريًا فيه. و«داعش» ينفذ هجمات في السعودية في نفس الوقت مع قتال ميليشيات الحوثي للسعوديين. وَلا يفترض أن يضللنا طوفان الرسائل الطائفية التحريضية في وسائل التواصل الاجتماعي السنية والشيعية، فكثير منها يرد من جماعات إيرانية وأخرى محسوبة عليها في المنطقة، تريد خلق فتنة في السعودية وبقية دول الخليج. «داعش» يقاتل في العراق وسوريا لكن أدبياته وتهديدات قادته على «يوتيوب» موجهة ضد دول مثل الكويت والسعودية. هذا ليس صراعًا طائفيًا تلقائيًا، بل صراع سياسي إقليمي يستخدم سلاح الفتنة الطائفية. وعندما تنفذ جماعة إرهابية تفجيرًا في مسجد شيعي في السعودية، علينا أن نفهمه في إطار الصراع الإقليمي، لا التنازع التاريخي بين الطائفتين!

طلائع جيش «داعش» تقترب من حدود السعودية والأردن، ولم نرَ لها نشاطًا من قبل ضد إيران، على الإطلاق. فآلاف المقاتلين الأجانب تجمعوا في سوريا، وهاجموا المناطق السنية الجنوبية، ثم عبروا الحدود إلى محافظات سنية عراقية، واستولوا على الموصل، والفلوجة والآن الرمادي، وهم يقومون بقتل وتشريد آلاف السكان هناك وحرق منازلهم، يزحفون وفق خط بري مستقيم منذ عام ونصف العام، جنوبًا وليس شرقًا.

 

 

arabstoday

GMT 23:51 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 23:10 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 23:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 21:15 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 20:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 20:56 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 20:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 20:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

روشتة لمواجهة الحر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن «داعش» تنظيم لم نرَ مثله واشنطن «داعش» تنظيم لم نرَ مثله



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
 العرب اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 22:06 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

3 عمليات حوثية ضد سفن ومدمرات أميركية وإسرائيلية

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 22:17 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة جربة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 10:46 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab