مستشفى العباسية للنخبة السياسية

مستشفى العباسية للنخبة السياسية

مستشفى العباسية للنخبة السياسية

 العرب اليوم -

مستشفى العباسية للنخبة السياسية

عماد الدين أديب

منذ أكثر من نصف قرن وسلوك النخبة السياسية المصرية يدل على مزيج من الانتهازية الممزوجة بالجهل والارتباك وعدم وضوح البوصلة السياسية.

هذه النخبة توغل فى منافقة الحكام وتوغل أيضاً فى العداء لنفس الأنظمة التى أيدتها بل وأوصلتها ذات يوم للحكم وشاركتها فى أوقات معينة فى مناصب عامة ورسمية.

هذه النخبة ازداد التوتر والاضطراب فى سلوكها إلى حد الهستيريا السياسية منذ يناير 2011.

نفس النخبة التى أيدت الرئيس حسنى مبارك انقلبت عليه وأيدت الثوار ثم باعتهم لصالح المجلس العسكرى، ثم هتفت «يسقط يسقط حكم العسكر»، وحاولت الدخول فى تحالف مع حكم جماعة الإخوان، ثم انقلبت عليهم وأيدت ثورة 30 يونيو، والآن تكاد تنقلب عليها بسبب الصراع على توزيع كعكة المناصب فى البرلمان والحكومة المقبلة.

إن تاريخ هذا الجنون قديم منذ أن قامت بتسمية هزيمة 1967 بالنكسة، وتناسى الهزيمة والفرح بعودة الرئيس جمال عبدالناصر عن استقالته، وبدعوة قتلة صانع نصر أكتوبر 1973 فى ذكرى احتفال أكتوبر.

وهذا الجنون يرفض قبول مسئولية حماس رغم وجود أدلة مادية وبشرية على ما يحدث من جرائم فى سيناء.

هذا الجنون يؤمن بالإلغاء والإقصاء والرغبة فى مسح من يختلف معهم من على الأرض رغم التغنى ليل نهار بالإيمان بالديمقراطية والحرية والمؤسسات السياسية والسيادية.

هذا الجنون ينبئ بأن الانتخابات البرلمانية المقبلة لن تأتى إلا بقوتين هما «الفلول» و«الإخوان» اللذان قامت ثورتان من أجل الاحتجاج على نظاميهما!

إنها مشكلة عميقة فى العقل السياسى لهذه القوى التى لا تزيد على 10 آلاف لاعب سياسى قديم جديد لا يوجد لديهم رصيد حقيقى فى الشارع إلا فى مجال التعبئة والتجنيد والحشد.

إنها قوى ذات مصالح لكن بلا برامج سياسية حقيقية قابلة للتنفيذ وقابلة لحل مشاكل البلاد والعباد.

هذه القوى بحاجة إلى عالم اجتماع أكثر مما تحتاج لأستاذ علوم سياسية، وتحتاج لطبيب نفسى أكثر مما تحتاج إلى قيادات سياسية.

وكأن ما نحياه منذ سنوات طويلة هو صراع مرير بين حمقى سياسيين يتشاجرون فى مستشفى العباسية وليس فى مناخ سياسى.

arabstoday

GMT 06:27 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

آخر الرحابنة

GMT 06:25 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

حلّ الدولتين... زخمٌ لن يتوقّف

GMT 06:22 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

«أوبك» تستشرف مستقبل النفط حتى عام 2050

GMT 06:20 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

حديث الصيف: أيام العرب في الجاهلية

GMT 06:18 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

إسرائيل والغضب العالمي

GMT 06:16 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

المسكّنات وحدها لا تكفي

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

تسليعُ المهاجرين

GMT 06:11 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

إسرائيل وسؤال هُوية اليهود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستشفى العباسية للنخبة السياسية مستشفى العباسية للنخبة السياسية



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:17 2025 الإثنين ,28 تموز / يوليو

روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab