إلى محور المقاومة والممانعة رفقاً بهذا الشعب

إلى "محور المقاومة والممانعة"... رفقاً بهذا الشعب

إلى "محور المقاومة والممانعة"... رفقاً بهذا الشعب

 العرب اليوم -

إلى محور المقاومة والممانعة رفقاً بهذا الشعب

بقلم : عريب الرنتاوي

حراك إيران وبعضٍ من حلفائها على الساحة الفلسطينية، يبعث على القلق ولا يثير الاطمئنان ... لكأن أطراف هذا المحور وجدت في قرار ترامب ضالتها، لتعيد وصل ما انقطع مع حركة حماس، ولتجدد حضورها على الساحة الفلسطينية، ولتجعل منها ساحة إضافية من ساحات تصفية الحساب مع المحاور الأخرى.

بالطبع، ليست إيران وحدها من يجهد لاقتسام "الورقة" الفلسطينية والسيطرة عليها، ثمة محوران آخران لعبا ويلعبان الدور ذاته، خدمة لمآرب ومصالح أخرى: محور أنقرة – الدوحة، المدعوم والداعم لحماس وجماعة الإخوان، ومحور الاعتدال العربي الذي راهن على "العقيد الدحلان"، وعندما أعيته الوسيلة لفرضه على القيادة الفلسطينية، أبقى هذا "الكرت" إلى زمن آخر، وجرّب ممارسة التأثير والنفوذ عبر بوابة "المصالحة".

أن يقوم الجنرال قاسم سليماني بالاتصال المباشر بقادة كتائب القسام وسرايا القدس، فهذا يضعنا على أعتاب مرحلة جديدة، إن قُدّر بالطبع لهذا المسار أن يشهد خواتيمه ... وسيكون هذا الدخول الإيراني الكثيف على خط "التركيبة الفصائلية – روحاني اتصل بهنية"، بداية لتقويض مسار المصالحة، أو شق طريق التفافي للتجاوز عليها واحتياز مفاعليها، في وقت يبدو فيه الشعب الفلسطيني أحوج ما يكن لاستعادة وحدته ورص صفوفه.

الفلسطينيون ليسوا بحاجة لـ "حشد شعبي" جديد، والفصائل الفلسطينية التي ترتضي أن تكون طرفاً في مشروع كهذا، تكون قد حكمت على قضية شعبها بالانتكاس مجدداً، وتكون قد قامرت بفرصة "الصحوة العالمية" المناصرة لشعب فلسطين، وتكون قد أدخلت نفسها وشعبها وقضيتها في دائرة العزلة ... من غير المقبول، في غمرة التأييد العالمي لحقوق شعب فلسطيني والاستنكار الدولي الرسمي والشعبي لقرارات ترامب، أن يقترح علينا بعضهم الالتحاق بمحور يعاني العزلة، ويكاد لا يُعتَرف بفصائله من خارجه.

الفلسطينيون ليسوا بحاجة لغرفة عمليات مشتركة مع سليماني أو حزب الله أو الحوثي، الفلسطينيون بحاجة للجان محلية وإقليمية لقيادة الانتفاضة الشعبية الثالثة، انتفاضة شعبية سلمية، تعيد انتاج سيرة الانتفاضة الأولى المجيدة ... عسكرة الانتفاضة الفلسطينية القادمة، سيعيد انتاج "عسكرة الثورة السورية" وسيفضي إلى المآلات ذاتها، وربما أصعب منها ... الفلسطينيون ليسوا بحاجة لوضع قضيتهم ومستقبلهم في أحضان محور بعينه، وهم يقبلون من كل عاصمة ومحور ما يمكنها تقديمه لهم من عون وإسناد، ولا يرتضون أن يُتخذ من تقصير بعض العواصم العربية وعجزها أو  حتى تواطؤها مبرراً للارتماء في أحضان محور آخر ... القضية الفلسطينية فوق المحاور وعابرة لها، ومن أراد نصرتها فليبعدها عن الاصطفافات والتخندقات.

وإن كان البعض ممن يؤمنون بخيار المقاومة المسلحة، يريدون الثأر من واشنطن وتل أبيب على خلفية قضية القدس، فليفلعوا ذلك من مواقعهم، فلديهم حدود ممتدة مع إسرائيل، وبرامجهم الصاروخية تطاول العمق الإسرائيلي من طهران ودمشق، مثلما طاولت صواريخ الحوثي الرياض والإمارات، وهم ليسوا بحاجة لتكبد عناء الوصول إلى الضفة الغربية أو قطاع غزة ... سنكون شاكرين إن فتحت الجبهات أمام المقاومة، أما أن يقال بأن المقاومة لا تتم إلى عبر أنفاق غزة أو حدود الأردن مع إسرائيل، فذلك ضربٌ من المزايدة، حتى لا نقول التوريط.

وصناديق الفصائل الفلسطينية الفارغة، يمكن أن تملأ بالمال "الحلال" من دون اضطرار للعبث بوحدة الموقف الفلسطيني، أو المقامرة بشق الصف، أو تأليب هذه الفصائل على بعضها البعض، ودائما بحجة المقاومة والكفاح المسلح، يمكن للمال أن يتدفق وللوحدة الفلسطينية أن تصان، إن توفرت النية الخالصة لدعم فلسطين وشعبها وقضيتها، وليس لتسجيل المواقف أو للتغطية على حروب المذاهب والطوائف، أو لترميم الأدوار والسمعة والنفوذ، أو لتحشيد المزيد من أوراق القوة.

ودعم القضية الفلسطينية وتدعيم نضال شعب فلسطين، مسار منفصل عن "صراع النظام السوري من أجل البقاء"، أو لتدعيم صمود الحوثي في اليمن ... الطريق إلى الأقصى لا يمر بالضرورة من بوابة قصر الشعب في دمشق، ولا من ميناء صعدة أو الحديدة ... والفلسطينيون في كفاحهم من أجل قدسهم وحقوقهم، يقبلون الدعم التركي والقطري والسعودي والإماراتي والمصري، جنباً إلى جنب مع دعم إيران وسوريا وحزب الله والحوثي وأي فريق آخر، شريطة ألا تقزم قضية القدس لتصبح مدخلاً لتفكيك أطواق العزلة عن هذا النظام أو تلك الجماعة، أو تختصر في محور واحد، مقاوم وممانع، مقابل بقية "عواصم الخيانة والتآمر والغدر" ... مثل هذا المنطق، يرفضه الفلسطينيون حتى وهم في ذروة الغضب من العجز والتقصير والتواطؤ الذي تكشفت عنه مواقف عواصم عربية وإقليمية عديدة.

والفلسطينيون ليسوا بحاجة لمن يرشدهم إلى سواء السبيل، فهم تمترسوا في خنادق الثورة والمقاومة والانتفاضة، قبل أن ينشأ حزب الله وقبل أن يصبح الحوثي جماعة، وقبل أن يخلق قاسم سليماني ... من أراد دعم الشعب الفلسطيني وإسناده، فعليه أن يتحلى بقدر من التواضع أمام هذا الشعب العظيم، الذي ما انفك يقارع الاحتلال والاستعمار والاستيطان والعنصرية منذ مائة عام أو يزيد.

ومن أراد أن يدعم الشعب الفلسطيني ويسند هبته التي نتطلع لإن تصبح انتفاضة ثالثة، عليه أن يُتبع القول بالفعل، قوله هو وفعله هو... فلا مقاومة حتى آخر فلسطيني على الأرض الفلسطينية ... الفلسطينيون تعلموا درس النكبة، والنكبة تمثلت جوهرياً بالهجرة واللجوء، وليس أساساً بالاحتلال الأرض، وكل "مقاومة" يمكن أن تفضي إلى تهجير السكان وتفريغ الأرض، مشبوهة جملة وتفصيلاً، حتى وإن صدرت عن أحسن النوايا ... نريد للشعب أن يختار مقاومته، ومقاومته التي تبقيه على أرضه وفوق ترابه الوطني، مقاومة يستطيع حمل أكلافها، فقد علمتنا التجربة أن طريق الهجرة من فلسطين ذي اتجاه واحد، ومن يخرج لا يعود، بخلاف حال ملايين اللاجئين العرب من سوريين وليبيين وعراقيين ويمنيين وغيرهم.

فلسطين ليست معروضة في بازار المزايدات والمناقضات، ولا هي "سوق عكاظ" جديد، والمؤكد أنها ليست ساحة لتصفية الحسابات وتسويتها بين المحاور والمعسكرات العربية والإقليمية المتناحرة... فلسطين وطن التعدد والتنوع، لا تحرك شعبها فتوى جهاد كفائي، ولا تقبل بـ"حاكمية الله" ولا بـ"ولاية فقيه"، فرفقاً بالشعب الفلسطيني، إن كان لديكم ذرة إخلاص لهذا الشعب وقضيته وتطلعاته.

arabstoday

GMT 05:33 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

عن القدس والانتخابات

GMT 04:29 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 05:43 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل و»حرب السفن»

GMT 18:43 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

حتى لا تصرفنا أزمات الداخل عن رؤية تحديات الخارج

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى محور المقاومة والممانعة رفقاً بهذا الشعب إلى محور المقاومة والممانعة رفقاً بهذا الشعب



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
 العرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 15:46 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
 العرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي
 العرب اليوم - جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 03:55 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع في واشنطن ضمن زيارة رسمية يجتمع خلالها مع ترامب

GMT 22:48 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 11:15 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيفا يطلق جائزة للسلام وسط توقعات بفوز ترامب

GMT 11:55 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"أوبن أيه آي" تسارع لطمأنة المستثمرين بشأن وضعها المالي

GMT 14:33 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 وصفات طبيعية لإزالة السموم ودعم وظائف الكلى

GMT 19:39 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 08:23 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج​ اليوم السبت 08 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 12:00 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

روبوت يرسم خرائط ثلاثية الأبعاد في ثوانٍ لأماكن الكوارث

GMT 13:38 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان وتودي بحياة مواطن

GMT 08:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تتأثر الأبراج الفلكية على طريقة تعبيرها عن المشاعر

GMT 22:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تبدأ تقليص استدعاءات جنود الاحتياط

GMT 15:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab