ارتكاب المعاصي يرتد على ممارسيها

ارتكاب المعاصي يرتد على ممارسيها

ارتكاب المعاصي يرتد على ممارسيها

 العرب اليوم -

ارتكاب المعاصي يرتد على ممارسيها

بقلم : جهاد الخازن

المصائب لا تأتي فرادى. أعتقد أن الكلمات السابقة ترجمتي لمثل فرنسي قديم عاد إليّ وأنا أقرأ عن منتج الأفلام الأميركي هارفي واينستين وألف خبر عن تحرشه بممثلات قابلنه خلال العمل.

شركة إنتاج الأفلام التي كان واحداً من اثنين أسساها طردته منها. زوجته مصممة الأزياء البريطانية جورجينا تشابمان أعلنت أنها ستتركه بعد زواج دام عشر سنوات. ممثلات عالميات من مستوى غوينيث بالترو وأنجلينا جولي اتهمنه بالتحرش، ومجلة «نيويوركر» في عددها الأخير كانت لها مقابلات مع ثلاث نساء قلن أنه اغتصبهن. عارضة الأزياء «السوبر» كارلا ديليفين اتهمته بالتحرش بها، والأكاديمية البريطانية للأفلام والتلفزيون علّـقت عضويته فيها، وقد يخسر وساماً بريطانياً رفيعاً، ومهرجان «كان» للأفلام انتقده بشدّة وحدّة.

كنت سمعت عن واينستين قبل سنوات للأسباب السابقة نفسها، وقرأت حينذاك أنه دفع مالاً للممثلات وطالبات الشهرة اللواتي اتهمنه بالاعتداء عليهن حتى لا يرفعن قضايا ضده في المحاكم.

هذه المرة، «اتسع الخرق على الراتق» فعشرات النساء وجهن إليه تهم التحرش أو ما هو أسوأ، وهو ينكر ويزداد الناس قناعة بذنبه.

جريدة «الديلي ميل» اللندنية وقفت صفحتها الأولى وست صفحات أخرى قبل أيام على واينستين ومشكلاته، أو مصائبه، مع النساء.

حاولت جهدي في ما سبق أن أتجنب تفاصيل لا مكان لها في جريدة محترمة وعائلية مثل «الحياة»، وكنت أكتب وأذكر مثلاً أعتقد أنه سعودي هو «إذا وقعت يا فصيح لا تصيح». واينستين يواجه تهماً متشابهة، بل متماثلة، من عشرات النساء، فمَن نصدّق رجلاً وزنه حوالى مئة كيلوغرام أو النساء اللواتي كشفن الغطاء عن تجاوزاته؟

أهم من مثل شعبي حديث نبوي (قرأت أنه ضعيف) حفظته صغيراً كبيراً هو «إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا». وأعرف مسؤولاً عربياً أحبه وأحترمه كان يدرك أنه لا يستطيع أن يهدي الناس إلى سواء السبيل، فكان رأيه أن الذي يرتكب المعاصي عليه الحذر و «لا ينكمش»، أي لا يُضبَط متلبساً. وأزيد من عندي أن أكثر المتهمين بالتحرش الجنسي من نوع واينستين، أي أن الواحد منهم متزوج و «يلعب بديله».

لا يهمني أن واينستين يهودي، فأمثاله ألوف، وفي أيام عملي الصحافي علمت أن لفرنسوا متيران ابنة غير شرعية، وتابعت مغامرة بيل كلينتون مع مونيكا لوينسكي في البيت الأبيض التي كادت تؤدي إلى عزله من الرئاسة، كما أذكر قصة اليخت «مونكي بيزنس» والسيناتور السابق غاري هارت وقصص على متنه للصحافة «التابلويد». وكان هناك رجل الميديا البريطاني جيمي سافيل وما وجِّه إليه من تهم بعد موته سنة 2011. دونالد ترامب أخذ ملكات الجمال إلى روسيا، إلا أنني لا أصدق التهم الموجه إليه من دون دليل قاطع.

سيدة مجتمع بريطانية قالت عن أحد ضيوفها يوماً: كلما أكثرَ الحديث عن نزاهته أخذت أنا وزوجي نعد الصحون على طاولة العشاء.

ترجمة هذا الكلام أن الكل متهم، وأن الذي يكثر الحديث عن شرفه أو نزاهته أو عمله الخير يحاول أن يغطي على جوانب أخرى في شخصيته كتمها أفضل. هكذا أزعم أن الجبن ليس إهانة بل فضيلة في الرجال، خصوصاً بعض المتزوجين، فهو يمنع الزوج من ارتكاب المعاصي، ليس بسبب أخلاقه الحميدة، بل لأنه يفكر في النتائج فيجبن ولا يفعل شيئاً.

وهكذا أترك القارئ مع مثل يعرفه هو «ألف مرة جبان ولا مرة الله يرحمه».

arabstoday

GMT 11:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 10:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 10:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 10:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 04:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتكاب المعاصي يرتد على ممارسيها ارتكاب المعاصي يرتد على ممارسيها



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 العرب اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 22:30 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

رانيا يوسف مطربة لأول مرة في عمل غنائي جديد

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

مدخل إلى التثوير!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

فيلبي وحفيدته سارة... وإثارة الشجون

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

«رؤية 2030»: قارب النجاة في عالم مضطرب

GMT 13:58 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

GMT 18:07 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فرص للسلام في الشرق الأوسط!

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

«إني متوفيك ورافعك»

GMT 17:57 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab