الإرهابيون ملّة واحدة

الإرهابيون ملّة واحدة

الإرهابيون ملّة واحدة

 العرب اليوم -

الإرهابيون ملّة واحدة

جهاد الخازن

أقرأ مرة بعد مرة أن القرآن الكريم يبيح قطع الرؤوس . الموجود في القرآن الكريم هو: «يقتلوا أو يصلبوا...» و«فاضربوا فوق الأعناق...» وهذه وتلك مرة واحدة فقط مقابل بضع مئة مرة «رحيم» و«رحمة» و«غفور» و«مغفرة».

قبل 1400 سنة لم تكن هناك مشانق أو كرسي كهربائي أو حقنة سامة تقتل المجرم بعد ساعات أو يوم، كما حدث أخيراً في الولايات المتحدة. كان السلاح المتوافر هو السيف، وقطع العنق أسرع طريقة للقتل، والمقصلة الفرنسية من هذا النوع.

الآن الإرهابيون من داعش ، أو الدولة الإســـلامية، يقتلون الناس بقطع أعناقهم ويعطون أعداء المسلمين ذخيرة إضافية فكأن أسلوب القتل هذا خاص بالمسلمين من دون غيرهم.

مَنْ لم يمتْ بالسيف مات بغيره، وإدارة بوش الابن لم تقتل مليون مسلم في حروب زورت أسبابها عمداً بقطع الرؤوس وإنما بالرصاص والقنابل والصواريخ واليورانيوم المستهلك وغير ذلك. والنتيجة واحدة وهي الموت.

هناك مَنْ يذكرنا بقتل رسول الله 700 يهودي تآمروا عليه في المدينة (هيو توملنسون في «التايمز» اللندنية 21/8/2014)، ولكنه لا يقول إن ألوف اليهود الآخرين كانوا في المدينة والجزيرة العربية كلها ولم يُقتَلوا، وإن الفاروق عمر أجرى على يهودي مسنّ شبه ضرير في المدينة نفقة من بيت مال المسلمين. (ميديا ليكود، خصوصاً الأميركية، تقول مثل هذا كل يوم).

لن أعود إلى أي تاريخ قديم وإنما أتذكر إحياء الغرب هذا الشهر الذكرى المئوية الأولى للحرب العظمى، أو الحرب العالمية الأولى. في هذه الحرب بين دول الغرب المسيحي قُتل 17 مليوناً، منهم عشرة ملايين عسكري وسبعة ملايين مدني، وجرح 20 مليوناً، ومات من الأمراض مليونان، واختفى ستة ملايين، أي قُتلوا.

في الحرب العالمية الثانية قُتل 60 مليون إنسان في أقل تقدير و80 مليوناً في تقديرات أخرى، منهم 38 مليوناً إلى 55 مليوناً من المدنيين و19 مليوناً إلى 25 مليوناً في أمراض ذات علاقة بالحرب. وأعلى رقم قرأته للعسكر من القتلى هو 25 مليوناً، كما مات خمسة ملايين أسير حرب.

روسيا وحدها خسرت 20.6 مليون وألمانيا 5.3 مليون وبولندا 5.5 مليون وقتِل من الغجر حوالى نصف مليون نسيهم العالم ويتحدث عن ستة ملايين يهودي في المحرقة كأنهم ضحايا الحرب وحدهم.

بعد أن خسرت اليابان الحرب ضربت الولايات المتحدة هيروشيما ثم ناغازاكي في مثل هذا الشهر سنة 1945 بالقنبلة النووية، وقتِل 90 ألفاً إلى 120 ألفاً في هيروشيما و60 ألفاً إلى 80 ألفاً في ناغازاكي.

كل هذه الأرقام على مدى قرن كانت في حروب بين دول الغرب المسيحي ومعها اليابان. ودخلنا هذا القرن وقتل الغرب المسيحي مليون مسلم من العراق إلى أفغانستان، ولا يزال القتل مستمراً، كما أن هذا الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة، يزود إسرائيل بالسلاح والمال ويحميها بالفيتو في مجلس الأمن وهي تقتل الفلسطينيين، فلعل هؤلاء ينتحرون كما «انتحر» المسيح قبلهم ولم يقتله اليهود.

كل ما سبق تاريخ صحيح مدوَّن بالوثائق والصور، وأحياناً مع أسماء الضحايا، ثم لا نسمع اليوم إلا عن داعش والإرهابيين الآخرين.

أدين داعش كما دنت القاعدة دائماً، وأدين النصرة، وبوكو حرام وكل جماعة إرهابية مماثلة. ولا أجد أي عذر لجرائم الإرهابيين ضد الناس والإنسانية جمعاء. إلا أنني أذكّر القارئ بأنهم ليسوا الإرهابيين الوحيدين، وأن إرهابهم نقطة في بحر الإرهاب الآخر.

مع ذلك جريمة طرف لا تبرر جرائم الطرف الآخر، وأتمنى لو أعيش لأرى هزيمة الإرهاب في سورية والعراق وسيناء وليبيا، والإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. ليس عندي طموح آخر أو أهم.

كل ما أريد من القارئ اليوم أن يصدقني وأنا أقول إن القرآن الكريم لا يبــيح قطع الرؤوس، وإنه يعتبر اليهود والنصارى «أهل كتاب» وليسوا كفاراً، والنص واضح صريح لا يحتمل التأويل.

arabstoday

GMT 15:47 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

القادم من خارج المنظومة السائدة

GMT 15:43 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

كازاخستان وإسرائيل.. ما الجديد؟

GMT 15:38 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلى يتكلم بالألقاب

GMT 15:11 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

منتخب الحذاء الأحمر و..«البيلاتس»

GMT 15:09 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إهدار وقلة قيمة

GMT 15:07 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

لم أكن غنيًا.. كنت ساذجًا!

GMT 14:59 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معنى وسام يسرا

GMT 14:07 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بعد 21 عامًا على الرحيل.. ماذا بقى من أبو عمار؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهابيون ملّة واحدة الإرهابيون ملّة واحدة



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 11:13 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يدور على ذاته… وسوريا في البيت الأبيض!

GMT 05:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعتزم مقاضاة "بي بي سي" بتهمة تشويه تصريحاته

GMT 09:28 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«بي بي سي»... من كان منكم بلا خطيئة؟!

GMT 09:30 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تحذّر أميركا من «التحرش» بفنزويلا!

GMT 09:32 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لمّا قام قائمها

GMT 14:07 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ساركوزي يصر على إثبات براءته ويصف التجربة بأنها درس حياتي

GMT 11:16 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المصدر الأول للأخبار وكالة “بقولو”

GMT 07:49 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تصدم الجمهور بخبر عن عادل إمام

GMT 14:40 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك تشارلز يحافظ على وزنه ويعتمد على نشاط بدني منتظم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab