روحاني على خطى صدام

روحاني على خطى صدام!

روحاني على خطى صدام!

 العرب اليوم -

روحاني على خطى صدام

طارق الحميد

انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني المملكة العربية السعودية والكويت، متهما إياهما بالوقوف وراء انهيار أسعار النفط، حيث قال في خطاب تلفزيوني إن «دولا أخرى منتجة للنفط مثل السعودية والكويت ستعاني أكثر مما تعانيه إيران من تراجع أسعار النفط»!

وقبل خطاب روحاني هذا، وصفت إيران إحجام السعودية عن التدخل للحد من انهيار أسعار النفط بالخطأ الاستراتيجي، والحقيقة أنه لم يتبق لروحاني إلا ترديد العبارة الشهيرة: «قطع الأرزاق ولا قطع الأعناق»، ليكون مثل صدام حسين الذي رددها إبان غزو الكويت أوائل التسعينات الماضية، ويوم وصلت أسعار النفط وقتها إلى 12 دولارا، وكان صدام يتهم حينها زورا الكويت والإمارات بالتلاعب بأسعار البترول. تصريحات روحاني المرسلة هذه تنفع كثرثرة، إلا أنها لا ترتقي إلى مستوى تصريحات رجل دولة، ناهيك عن رئيس مجلس إدارة شركة جاد!

الأولى بروحاني أن يصارح شعبه بحقيقة أزمة انخفاض أسعار البترول، كما فعل، مثلا، العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، يوم كان وليا للعهد في نهاية التسعينات ومع انخفاض أسعار البترول، حيث قال الملك عبد الله بن عبد العزيز وقتها لكل الخليجيين، وليس السعوديين فحسب، إن عهد الطفرة قد ولى، وإنه وقت ربط الأحزمة. وهذا دور القائد، ورجل الدولة، حيث يواجه الحقائق بدلا من لوم الآخرين. ويفترض بحكومة روحاني أن تفعل ما فعله وزير المالية السعودي، الذي تحدث قبل أيام عن تحديات انخفاض أسعار البترول، والحلول المقترحة، وكذلك كما فعل وزير النفط الإماراتي، الذي تحدث صراحة عن واقع الأزمة، وصعوبة خفض الإنتاج، ومبررات ذلك.

والمفترض بروحاني، كرئيس دولة يتحدث عن رغبة بلده في إنهاء العزلة الدولية، أن يتصرف ليس كرجل دولة، بل كرئيس مجلس إدارة، أو رئيس تنفيذي حقيقي في شركة تواجه تحديات، ويباشر بتخفيض التكاليف غير ذات الجدوى، وهذا ما تفعله الشركات الجادة أثناء الأزمات المالية، ناهيك عن الدول الحقيقية. والمفترض بروحاني، في حال كان معتدلا حقيقيا، أن يخفض مصاريف إيران العبثية، وأهمها تمويل العنف، وتأجيجه، في سوريا، واليمن، والعراق، وكذلك لبنان، وحتى المشاريع الإيرانية غير المشروعة في أفريقيا. فإذا كان روحاني رجل دولة، ومعتدلا، فمن الأولى أن يخفض مصاريف المغامرات الإيرانية بالمنطقة، ويبحث عن مسار سلمي للتعاون مع الجيران، والمجتمع الدولي، بدلا من المسار الإيراني الطائفي التخريبي، فأيهما الأهم للمواطن الإيراني، تمويل حسن نصر الله أم بناء مصنع بإيران؟ تمويل جرائم الأسد أم تعبيد الطرق، وبناء الجامعات، والمستشفيات، في إيران نفسها؟

هذه ليست أسئلة صعبة لأي رجل دولة حقيقي، أو موظف إداري مالي محترف، فلماذا يهرب روحاني من مواجهة الحقائق، ويتحدث كما تحدث صدام حين احتل الكويت؟ الإجابة بسيطة وهي أنه: لا فرق بين عراق صدام، وإيران اليوم، بل إن نظام إيران أكثر سوءا الآن، إذ إن ضرره ليس على الداخل الإيراني، بل على كل المنطقة، والمجتمع الدولي.

arabstoday

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روحاني على خطى صدام روحاني على خطى صدام



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab